خبير إقتصادي: اكتشافات الغاز الطبيعي بالمملكة ستحقق الإكتفاء الذاتي والمغرب مؤهل ليصبح دولة مصدرة
جورنال أنفو - محمد زكى (صحفي متدرب)
لا يختلف إثنان حول الأهمية التي يوليها المغرب لثرواته الطبيعية على غرار الفوسفاط، الذي يستحود على 70 في المئة من الإحتياطي العالمي منه، و طالما كانت طموح المملكة منذ عقود بأن تصبح دولة منتجة لثروات أخرى كالغاز الطبيعي والبترول، ولذلك لم تتردد في توقيع شراكات مع شركات متخصصة في التنقيب عن هذه الموارد في البر والبحر، وبين الفينة و الأخرى تتقاطر أخبار حول اكتشافات الغاز الطبيعي أو البترول ببعض المناطق من المملكة.
وفي خطابه بمناسبة الذكرى 48 للمسيرة الخضراء، أكد جلالة الملك محمد السادس أن” بناء إقتصاد متكامل بالمناطق الصحراوية قوامه تطوير التنقيب عن الموارد الطبيعية في عرض البحر” في إشارة إلى الدور الأساسي الذي تلعبه هذه الثروات في التنمية المحلية والنهوض بالمستوى الإقتصادي.
في هذا السياق أكد الخبير الاقتصادي عبد النبي أبو العرب، أن “المغرب أولى اهتماما بالغا لمسألة سيادته الطاقية و لاستقلاله الطاقي منذ عقود، وخاصة في العقد الأخير الذي رفع فيه من وثيرة البحث والتنقيب عن الموارد الطاقية، ووضع استراتيجية متكاملة مبنية على شراكات دولية و شركات ذات خبرة وسمعة عالمية، لأجل التنقيب وإنتاج والتسويق للغاز الطبيعي على وجه الخصوص”.
وأضاف الخبير الإقتصادي في تصريح لجريدة “جورنال أنفو”، أن ” هذه المجهودات أبانت عن نتائج جيدة جدا على مستوى عدد من الآبار خاصة في جهة الغرب والجنوب، ومن المنتظر أن يتم الاستغلال التجاري قريبا لهذه الموارد الطبيعية، والإكتشافات المعلن عنها إلى حد الآن ستمكن المغرب من الإستجابة لجانب مهم جدا من حاجباته الطاقية قد تبلغ 500 مليون متر مكعب من مجموع استهلاكه السنوي، الذي يقدر بما يفوق واحد مليار متر مكعب و مجهودات المغرب لحد الساعة تصب في الإستجابة للحاجيات الداخلية و تحقيق الإكتفاء الذاتي الطاقي “.
و أبرز المتحدث” أن المغرب أطلق هذه السنة في إطار قانون مالية السنة المقبلة مبادرات و اجراءات تدخل في إطار تعزيز استراتيجيته فيما يتعلق بالتنقيب و تصميم وإنتاج الغاز الطبيعي و من المنتظر أن تستمر المجهودات خلال السنوات المقبلة خاصة و أن المغرب يطمح لأن يصير بوابة طاقية بين إفريقيا وأوروبا من خلال تجميع وتصدير الغاز الإفريقي الذي سينطلق من نيجيريا عبر البلدان التي أصبحت هي الأخرى منتجة الغاز مثل السنغال وموريتانيا في اتجاه أوروبا “.
وأوضح أبو العرب أن ” هناك شقين أولها توفير البنية التحتية التي ستمكن المغرب من أن يكون محطة دولية لإنتاج و تسويق و توزيع الطاقة خاصة فيما يتعلق بالغاز الطبيعي و من جهة أخرى تمكين المغرب من أن يصبح بلدا منتجا و يحقق في مرحلة أولى اكتفائه الذاتي و في مرحلة ثانية أن يمر إلى التصدير”.
وختم الخبير الاقتصادي كلامه قائلا” مكاسب المغرب متعددة فالطاقة تعتبر اليوم سلاحا جيواسترتيجيا و سيمكنه من تعزيز مكانته في المشهد القاري و الإقليمي و الأورومتوسطي و سيعزز موارده المالية من حيث العملة الصعبة أو على الأقل خفض تكلفة فاتورته الطاقية المستوردة و لم لا قد يصبح المغرب مستقبلا أحد البلدان المصدرة للغاز الطبيعي نحو الأسواق الدولية وهذا ما سيعود على المملكة المغربية بمكاسب اقتصادية مهمة “.