جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

منع استخدام البندقية في مهرجان التبوريدة بعين السبع يدفع بعض السربات للانسحاب

 

جورنال أنفو – رشيد خادم

 

بمناسبة عيد العرش المجيد، أبت جمعية الفروسية التقليدية بعمالة الحي المحمدي عين السبع إلا أن تشارك المغاربة فرحتهم بهذه المناسبة الغالية، وقررت تنظيم معرض الفرس من 27 إلى 29 يونيو تحت شعار ” معا من أجل الحفاظ على تراث التبوريدة ” بدوار سي أحمد قرب لافيليت .

مناسبة انتظرها سكان الحي المحمدي والمناطق المجاورة بفارغ الصبر وحضروا بكثافة لمعاينة عروض الفانتازيا والخيل والخيالة، والاستمتاع بحركة الفارس والفرس والسربات وهي تتنافس في تقديم أبهى العروض والمشاهد، خاصة عندما تطلق السربة من بنادقها ، لمكاحل أو السناح كما هو معروف في الدارجة المغربية، إلا أن الفرحة لم تكتمل وكانت ناقصة، لأن السلطات المحلية منعت استخدام البارود خلال نهاية كل حركة .

بعض السربات لم تستسغ الأمر وقررت الانسحاب على مضض متسائلين عن جدوى إجراء التبوريدة دون إطلاق البارود وهي أهم مرحلة في لعبة الفروسية برمتها، فقمة النشوة والافتخار الممزوج بالنخوة هي إطلاق البارود أو الحبة بشكل منسجم ومتناسق، تليها الصيحات والزغاريد والصلوات على النبي ، بل إن الجمهور المنغمس في هذه الفرجة حين يتم إطلاق البارود يرمي العمامات في العلالي ابتهاجا بدوي البارود ومايخلفه الدخان المنبعث من البنادق من رائحة لا يعلم نفحاتها وأسرارها إلا المهووسين وعشاق المواسم وتقاليدها .

اكيد أن منع استخدام البارود في هكذا مناسبة، لم يكن قرارا عشوائيا أوارتجاليا، فعشق المغاربة لتراثهم وتقاليدهم خاصة الفروسية ، التي هي تراث لامادي مشترك من عمق الصحراء الى اقصى الشمال ، تعتبر جزء أصيلا يشكل الهوية الوطنية بطقوسها المتجدرة في وجدان الشعب المغربي في كل جزئياتها وتفاصيلها ، فكثرة المواسم والعروض عبر ارجاء الوطن تحول في كثير من المناسبات من فرجة الى مأسات خلفت أحداثا خطيرة نتج عنها موت مجموعة من الفرسان أو أفراد من المتفرجين بالاضافة الى احداث دامية أخرى نجمت عن انفجار البارود، كبتر الاصابع مثلا أو إحداث عاهات، الأمر الذي دفع بمجموعة من الفعاليات المهمتة والغيورة على فن التوريدة الى اطلاق ناقوس الخطر في أكثر من مناسبة ، ودعت الى ضرورة تنظيم وتأطير هده التظاهرات حتى لاتتكرر هده الفواجع ، بل هناك من طالب بضرورة وضع دفتر تحملات بشروط مظبوطة على المستوى الوطني ليكون مرجعا أساسيا لجميع المتدخلين وقاية وحفظا لامن وسلامة الجميع .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.