خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب.. انبثاق عقد اجتماعي جديد
جورنال أنفو – فؤاد خادم
بمناسبة الذكرى السادسة والستين لثورة الملك والشعب التي احتفل بها الشعب المغربي، أمس الثلاثاء 20 غشت، وجه الملك محمد السادس خطابا ساميا بالمناسبة، تميز بالواقعية المعهودة والمسؤولية والتعبئة والتوجيه..خطاب زاوج بين الإقناع والإفهام، حمل رسائل راسمة للتوجهات الكبرى بمحددات مرجعية واضحة ودقيقة.
محور الخطاب وجوهره، هو تجديد التأكيد على ضرورة بناء نمودج تنموي جديد وجعله مدخلا لبناء مرحلة جديدة بوثيرة مسترسلة ومتكاملة تشكل قاعدة لانبثاق عقد اجتماعي جديد عماده المسؤولية والإقلاع الشامل، في إطار مواصلة المجهودات وترصيد المكتسبات واستكمال مسيرة الإصلاح، وتجاوز كل المعيقات وتقويم الاختلالات الموضوعية والظرفية لتوفير كل الظروف الملائمة لربح الرهانات الاقتصادية والنجاعة المؤسسية وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية.
مرحلة جديدة لاتقبل الالتفاف والتردد، مرحلة يحركها الإنسان وجوهرها الإنسان، هدفها وغايتها بلورة وبناء نمودج تنموي شامل، نمودج مغربي خالص تقوده الشخصية المغربية وجودا وتأثيرا بعقل عالمي منفتح ومبدع وقلب وطني مخلص وصادق، دائم الأمل والعمل باختيارات واضحة مظبوطة ومسؤولة.
النمودج التنموي الجديد هو الموضوع المصيري، فقضايا المواطن لم تعد تقبل التأجيل والانتظار، فخدمة المواطن وصيانة كرامته والتجاوب البناء مع مطالبه المشروعة أولوية الأولويات، لابد من نمودج تنموي يكون تأثيره مباشرا ونوعيا يساهم في تحسين ظروف عيش جميع المواطنين ويلبي الحاجيات المتزايدة ويقلص من التفاوتات الطبقية والمجالية، وذلك لن يتأتى إلا بتوفر النظرة الشمولية ووجود الكفاءات المؤهلة تتحلى بالحزم والإقدام والشجاعة والابتكار في اقتراح الحلول، تتوفر فيها معايير الخبرة والتجرد والقدرة على فهم نبض المجتمع واستحضار المصالح الوطنية العليا.. بل الأهم يبقى في رفع الحقيقة ولو كانت مؤلمة وقاسية، وتنفيد ماستتوصل إليه من خلاصات وتوصيات ولو كانت صعبة ومكلفة.