لأول مرة.. زوجة نبيل بنعبد الله في حوار مفتوح
حاورتها : بشرى بلعابد
في حياة مشاهير السياسة، هناك ظل خفي يحرك طموحهم نحو الوصول إلى مناصب القرار، يتعلق الأمر بزوجات لعبن دورا مهما في محافظتهم على تألقهم السياسي ومشوارهم في هذا المجال.
“جورنال أنفو” حاورت كوثر السني زوجة نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، لتكشف ولأول مرة عن حياتها ومشوارها بجانب زوجها الوزير السابق على رأس قطاع إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة.
في زيارتنا لمنزل الوزير السابق نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، تعرفنا على حرمه كوثر السُني الشابة المثيرة للجدل التي لفتت الأنظار بإطلالاتها المشرقة في عدد من المناسبات.. حيث التقيناها لتجيبنا عن الاسئلة التالية:
بداية من هي كوثر السني؟
اسمي بالكامل كوثر الحمداوي السني، من مواليد 11 مارس 1974 بالدار البيضاء.. كان والدي رجلا ديبلوماسيا لذا عشت في صغري متنقلة بين مختلف الدول الأوروبية.
بعد بلوغي سن 13، عدت إلى مسقط رأسي بالدار البيضاء لأتابع مشواري الدراسي بثانوية “ليوطي” الفرنسية، وهي مرحلة عشتها في حضن جدي بعد طلاق والدي. عشت بين أحضان أسرة مناضلة، فجدي الفقيه محمد الحمداوي السني، كان أول من وقع على وثيقة الاستقلال بالمغرب، وأول من حصل على شهادة دراسية من جامعة أوكسفورد البريطانية. كنت هاجرت إلى كندا و عمري لا يتعدى 18 سنة، حيث حصلت على شهادة البكالوريا وتخصصت في إدارة الأعمال بمدينة مونريال..
وكيف التقيت بالسيد بنعبد الله؟
كان ذلك سنة 2005، حين كان وزيرا للاتصال وناطقا رسميا باسم الحكومة، كان ذلك أول مرة على هامش تواجده هناك لإطلاق مشروع قناتين مغربيتين الأولى والثانية، وقد كنت من بين المدعويين لحضور هذا الافتتاح باعتباري أولا من الجالية المغربية المقيمة بكندا وصاحبة مكتب استشارة، حيث بدأت بالتعاون مع كندا على مستوى العلاقات فيما يخص جلسات الصحافة المغربية، وهي مناسبة تعرفت من خلالها على الوزير الذي شاء القدر أن نتزوج سنة 2006 بعد قصة حب جمعتنا منذ فترة، لأتصبح بذلك زوجة له وعمرها 31 سنة.
كنتي إذن أصغر زوجات الوزراء آنذاك؟
نعم صحيح.
هناك فرق واضح في السن بينك وبين زوجك، فما الذي شجعك على الارتباط به؟
أولا كان الحب وراء هذا الاختبار، فضلا عن أن طموحي في بناء عائلة كان دافعا أساسيا وراء ذلك، فأنا لم أتزوج الوزير لمنصبه أو مكانته الاجتماعية، وإنما عفويته وطيبته شجعتني على الارتباط به، وقد أثمر زواجنا ابنتنا الوحيدة “عالية” البالغة من العمر 7 سنوات.
حملت لقب سفيرة القفطان المغربي حين كان زوجك سفيرا بالديار الإيطالية، لكن ما السبب وراء انسحابك من هذه المهمة؟
أنا لم أنسحب، كل ما في الأمر أن زوجي عاد إلى المغرب، فوجدت نفسي مجبرة على التأقلم مع ظروفه المهنية، لذا لم يعد بإمكاني أن أستمر سفيرة للقفطان بإيطاليا.
يقولون إن الشجار الذي حدث بينك وبين زوجة وزير الخارجية آنذاك طيب الفاسي الفهري على هامش مهرجان البندقية بإيطاليا، سببا وراء ذلك؟
عذرا، لا تعليق لدي..
ما الذي يميز شخصية كوثر السني ؟
أرفض فكرة ذوبان المرأة في الرجل حتى لو كان وزيرا، فأنا أنعم بالحرية في التعبير عن آرائي ومواقفي كلما تسنى لي ذلك، وإن أضطر أحيانا التنازل حتى لا أؤثر على صورة زوجي تماشيا مع طبيعة المجتمع المغربي الذي يرفض استقلالية الزوجة عن رأي زوجها، وهي نتاج لمشكلة عقلية أكثر من أي شيء آخر.
وماذا عن طباع زوجك نبيل بنعبد الله داخل البيت؟
في الواقع سلوكه داخل البيت لا يختلف تماما عن صورته التي يظهر بها أمام الملأ في مجال اشتغاله، فزوجي بنعبد الله رجل مبادئ، وعندما نكون متعلقين بمبادئنا فلا يجب أن نتناقض مع صورتنا في الحياة السياسية، فهو عفوي لا يتصنع بطبعه، كما أنه شخص جاد وصارم، ورغم أنه يساري فهو ليس ستاليني، فداخل البيت هو إنسان متفاهم، منفتح، يفسح أمامي المجال للتعبير عن آرائي ومواقفي، وقد يقبلها حتى وإن كانت تعارضه في بعض الأحيان. وحين يعود إلى البيت منهمكا من كثرة انشغالاته الحزبية والحكومية، لا تعد لديه القدرة على الخوض في مناقشة أمور أخرى، لذا أفضل الابتعاد عنه إلى أن يأخذ قسطا من الراحة تفاديا لتفاقم عصبيته وهذا شيء طبيعي.
ما الذي تغير في حياتك بعد زواجك منه؟
لم أعد حرة طليقة وهذا شيء طبيعي، قبل ذلك كان طموحي كبيرا في مجال اشتغالي كنائبة رئيس لأكبر المكاتب بكندا، فقررت التوقف عن مساري وأن أتفرغ بعد زواجي بأمور البيت والعائلة، محاولة إعفاء زوجي من جميع المسؤوليات العائلية حفاظا على تركيزه في عمله.. فهو غالبا ما يكون مشغولا جدا بحكم المسؤولية السياسية الملقاة على عاتقه، ولأن لديه طموحات في هذا المجال، أصريت بدوري على أن أقدم له الدعم المعنوي وأن أشجعه على العطاء من خلال حضوري معه في عدد من المناسبات الرسمية.. صحيح أنني تزوجته وزيرا لكن هاته التجربة كانت بالنسبة لي تحديا كبيرا، تطلبت مني الاعتناء به على النحو المطلوب وتوفير الراحة اللازمة له، وهي أمور أحرص عليها كأي زوجة تسعى إلى تمكين زوجها من المحافظة على مكانته داخل المجتمع.
هل لكوثر السني علاقة بالسياسة؟
لا علاقة لي بهذا المجال لا من بعيد ولا من قريب.
هذا يعني أنك لا تتدخلين في قرارات زوجك السياسية؟
لا على الإطلاق، قد أعبر له عن موقفي المعارض لكن لا أتدخل في مجاله لانه أدرى مني بكثير.
هل استقبلك رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران يوما ما بعد تعيين زوجك آنذاك وزيرا على قطاع السكنى وسياسة المدينة؟
لا لم يحدث ذلك على الإطلاق
لكن سبق لحليمة العسالي عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية، أن صرحت بأن رئيس الحكومة استقبل زوجات وزراءه من خلال الاستماع على انفراد إلى زوجاتهن قصد جمع معلومات كافية عنهم؟
لا لم يستقبلني رئيس الحكومة، فموقعي الاجتماعي كزوجة وزير لايعني بالضرورة أن تكون لي صلة بهذا المجال فكما أشرت، أرفض التدخل في القرارات السياسية التي يتخذها زوجي قد أعبر له أحيانا عن انطباعي تجاه قرار ما سبق أن اتخذه داخل الحكومة أو الحزب، لكن لا علاقة لي بما يخطط له وما يفكر فيه، فأنا لست مناضلة معه داخل الحزب ولا تربطني أية علاقة بهذا المجال
ما الفرق إذن بين زوجة سفير وزوجة وزير ؟
المفارقة بين مهام زوجة سفير وزوجة وزير، أن الأخيرة لا تعدو مسؤولياتها تقديم الدعم المعنوي لزوجها من حيث تشجيعه والتنظيم والاهتمام بشؤون العائلة، أما زوجة السفير فأرى أن لها مسؤوليات أكبر، نت خلال الدور الديبلوماسي الذي تقوم به إلى جانب زوجها في المحافل الدولية.
هذا يعني أنك أحببت الدور كزوجة سفير؟.
صحيح، هذا لأن مهمة زوجة سفير تكمن في التحدي من خلال قدرتها على تمثيل بلدها أحسن تمثيل، كأن يكون حضورها قويا إلى جانب زوجها في المناسبات الرسمية من خلال مساهمتها الفعالة في النقاش السياسي، وهنا يجب عليها أن تكون على إلمام كاف بثقافة بلدها وتاريخه وقضاياه.. بالمناسبة أتذكر حين كان زوجي سفيرا بإيطاليا، طرح علي نبلاء إيطاليين من الدوق وبارون والكونتس أسئلة متعددة حول المغرب، ولولا درايتي بثقافة بلدي لشكل الأمر إحراجا كبيرا بالنسبة إلي، فقد تُوجه لزوجة السفير أسئلة قد تهم قضية وطنية كقضية الصحراء، وهنا عليها أن تقدم إجابة مقنعة لجميع تساؤلاتهم”.
أخيرا ما هي هوايتك وأشطتك الاجتماعية؟
أعشق سباق السيارات وأمارس رياضة “الكيغ بوكسينغ” على يد البطل العالمي مصطفى لخصم.. فأنا تميل بشدة إلى هذا اللون من فنون الحرب كما أخصص لهذا النشاط فترتي الصباحية كل يوم..
كما أقوم بأنشطة اجتماعية متعددة، فأنا عضو بارز داخل جمعية مغربية متخصصة في الدفاع عن فن الطبخ المغربي كإرث ثقافي وهي جمعية تدافع أساسا عن هذا الفن لإقحامه في اليونسكو..