لوفيغارو : زيت الزيتون في المغرب يتحول من منتج عادي إلى “منتج فاخر”
جورنال أنفو
سلطت صحيفة “لوفيغار” الفرنسية الضوء على ما سمّته “تحول زيت الزيتون” في المغرب من منتج عادي إلى “منتج فاخر”، وذلك في تقرير لها، حيث قالت أن هذا التحول جاء نتيجة لعدة عوامل، أبرزها التغيرات المناخية والجفاف الذي يعصف بالإنتاج المحلي، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل غير مسبوق.
وفقًا للتقرير، فإن سعر زيت الزيتون في المغرب عرف زيادة هائلة في الأشهر الأخيرة، حيث ارتفع من 90 درهمًا للتر إلى 110 دراهم أو حتى 120 درهمًا حاليًا، وهي زيادة تتجاوز 30% في فترة زمنية قصيرة.
وتابعت الصحيفة الفرنسية، أنه في عام 2021، كان سعر الزجاجة ذات اللتر الواحد لا يتجاوز 50 درهمًا. هذه الزيادة، التي تفوق قدرة الكثيرين على تحملها، جعلت زيت الزيتون في المغرب يتحول من عنصر أساسي في المائدة المغربية إلى سلعة تقتصر على الطبقات الغنية فقط.
وقالت الصحيفة إن السبب الرئيسي لهذا التحول يكمن في تداعيات التغير المناخي والجفاف الذي يعصف بالقطاع الزراعي.
في هذا السياق، أوضح رشيد بن علي، رئيس الاتحاد المهني المغربي، أن “لا يوجد إنتاج، ببساطة”، مؤكداً أن الجفاف هو السبب الرئيسي في تراجع الإنتاج المحلي للزيتون. وأضاف أن الأراضي التي تعتمد على الري أيضًا تأثرت بتقليص حصتها من المياه، بسبب سياسة السلطات في تقنين الموارد المائية، ما أسهم في زيادة تفاقم الوضع.
وأوضحت “لوفيغار” أن الارتفاع المستمر في أسعار زيت الزيتون يؤثر بشكل كبير على المواطن المغربي، وخاصة في المناطق القروية التي تعتبر زيت الزيتون جزءًا أساسيًا من نظامها الغذائي. فمع هذه الزيادات، يصبح المواطن البسيط غير قادر على تأمين احتياجاته من هذا المنتج، ما يعكس فجوة كبيرة بين الطبقات الاجتماعية في البلاد.
وختامًا لتقريرها، خلصت الصحيفة إلى القول إنه أمام هذه الأزمة، تزداد الأصوات المطالبة بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لدعم الفلاحين المتضررين من الجفاف، وللحفاظ على استقرار السوق المحلي للزيت. إلا أن السؤال الأبرز يبقى: هل سيكون بإمكان الحكومة المغربية إيجاد حلول واقعية للحفاظ على هذا المنتج الحيوي بعيدًا عن التضخم الذي يهدد قدرة المواطنين على اقتنائه؟