قناة TV5 Monde تستكشف “طنجة المبدعة”، وجهة السياحة الثقافية المتجذرة في التراث والفن المعاصر
جورنال أنفو
خصصت قناة “تي في 5 موند” خلال نهاية الأسبوع قسم “السفر” على موقعها الإلكتروني للتحول الذي تشهده مدينة طنجة، من خلال رهانها على الإبداع لتطوير “سياحة ثقافية متجذرة في التراث والفن المعاصر”.
وفي مقال بعنوان “في المغرب، طنجة، المدينة المبدعة”، أشارت القناة التلفزيونية الفرنسية إلى أنه بشمال المملكة “تُعرف طنجة بأنها مدينة الفنانين الرحالة في الماضي. لكن المدينة الواقعة على مضيق جبل طارق تشهد تحولا عميقا لتطوير سياحة ثقافية متجذرة في التراث والفن المعاصر”.
وأبرز كاتب المقال “من يوجين ديلاكروا إلى كيس فان دونغن، ونيكولاس دي ستايل، وصولا إلى الرسام المغربي أحمد اليعقوبي، الذي اكتشفه الكاتب الأمريكي بول بولز، والقائمة طويلة من الفنانين التشكيليين الذين غذوا مخيالهم، خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، من المدينة الواقعة عند ملتقى البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي”، لافتا إلى أن “طنجة تشهد منذ أكثر من عقد من الزمن تحولا جذريا، حيث تعيد تشكيل هويتها وترسخ مكانتها كمدينة للفنون، ذات تاريخ غني”.
ونقل المقال عن الرئيس المدير العام لشركة تهيئة ميناء طنجة المدينة، محمد أوعنايا، إشارته على الخصوص إلى إطلاق المشروع الحضري “ميناء مدينة طنجة” في عام 2010، والذي يطمح إلى “نسج علاقة جديدة بين المدينة والميناء وتموقع طنجة كوجهة سياحية رائدة”.
ومضى قائلا إن الأمر يتعلق بـ “سياحة بحرية وترفيهية، ولكن بمعدل ارتياد مقبول”.
وبحسب قناة “تي في 5 موند”، فإن جوهر هذا المشروع يتمثل في “إعادة إرساء الحوار بين المدينة العتيقة والمتاحف الجديدة وإقامات الفنانين”.
وتستشهد القناة كمثال على ذلك برواق”كونيل” الذي يعرض “في ساحة الطابور الجميلة التي يظللها شجر التين العملاق”، على بعد خطوات من باب القصبة، أعمالا لفنانين مغاربة وعالميين، ويكتشف باستمرار مواهب جديدة لتقديمها أيضا في معارض بفرنسا. كما يرشد الزوار إلى المتاحف الجديدة والفضاءات الثقافية المقامة في قصور قديمة ومواقع تاريخية تم ترميمها ضمن مشروع “طنجة-المدينة”، فضلا عن مخطط شامل لإعادة تأهيل المدينة العتيقة الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وجاء في المقال “على الأسوار، أصبح الحصن القديم متحف ابن بطوطة الرائع، تخليدا لذكرى الرحالة الطنجاوي الشهير الذي غادر المدينة في عام 1325، وشق طريقه نحو الصين ولم يعد من رحلته إلا بعد تسع وعشرين سنة”، مشيرا في السياق ذاته إلى أنه “بينما نحلم بهذه الملحمة الرائعة، نجد أنفسنا أمام متحف القصبة، وهو فضاء للفن المعاصر مقترن بمسار أثري للمدينة، والذي استثمر السجن القديم، حيث أبدع المهندسون المعماريون في إبراز جمال الحجارة القديمة عبر إعادة تصميم التكوين والإضاءة والممرات”.
وفي هذا الصدد، أكد الرئيس المدير العام لشركة تهيئة ميناء طنجة المدينة “لقد قمنا بترميم الأسوار وإعادة تأهيل المباني التاريخية للمدينة العتيقة، إلى جانب بناء ميناء ترفيهي ومرسى صيد جديد”.
وأشارت قناة “تي في 5 موند” إلى أن عملية تحويل المدينة ستتواصل حتى عام 2029، أي قبل عام واحد من كأس العالم لكرة الذي سيقام جزء من منافساته في طنجة عام 2030، مشيرة إلى أنه “عندما ترى حشود الناس التي تتجمع عند الأسوار في نهاية اليوم وتنزل الدرج العديدة نحو البحر، حيث يمكنهم التنزه على طول الممرات الواسعة المحاطة بالأشجار، يمكنك أن ترى مدى استئناس ساكنة طنجة بهذا الانتقال السلس الآن بين القلب التاريخي للمدينة والبحر الأبيض المتوسط”.
ويعتبر صاحب الرواق والراعي الفرنسي، أوليفييه كونيل، الذي يعيش في طنجة منذ عشرين عاما، هذا التحول “مكسبا لا يقدر بثمن لطنجة، التي غالبا ما توصف بأنها مدينة الفنانين في المغرب، حسبما ذكرت القناة الفرنسية.