جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة

بمناسبة الأسبوع العالمي للتلقيح خبراء في الصحة يناقشون سبل دعم التلقيح وتعزيز التواصل

جورنال أنفو

اختتمت مساء الأربعاء 30 أبريل 2025، فعاليات الأسبوع العالمي للتلقيح، التي نظمها كل من المرصد الوطني لحقوق الطفل ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية بشراكة مع أنفوفاك المغرب والجمعية المغربية للعلوم الطبية وعدد من الجمعيات المختصة في صحة وطب الرضع والأطفال.

 

برنامج التظاهرة عرف تنظيم ندوات افتراضية على مدى ثلاثة أيام، ناقش خلالها خبراء من تونس، موريتانيا، السنغال الغابون، وفرنسا، ومن دول أخرى إلى جانب عدد من الأساتذة والخبراء ومجموعة من مسؤولي وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، فضلا عن صحافيين مختصين وضعية تلقيح الأطفال بشكل عام في هذه الدول، وما يتعلق بتلقيح الفتيات ضد سرطان عنق الرحم بشكل خاص، وكذا التلقيح ضد المينانجيت واللقاحات عند اليافعين والكبار.

 

وعرفت الندوات الافتراضية المنظمة تفاعلا واسعا ومتابعة من طرف فاعلين ومهتمين بالشأن الصحي من المغرب ومن مجموعة من الدول الإفريقية، حيث أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس أنفوفاك المغرب في هذا الإطار على أن معركة مواجهة الأمراض المعدية التي تشكل خطرا واسعا يصل إلى حدّ الوفاة، يجب أن تتواصل بقوة وأن تعرف تكتل جهود كل المتدخلين، لحماية أطفال اليوم الذي سيكونون عماد المجتمع غدا، نساء ورجالا، مشددا على أن الصحة العامة تعتبر تحديا يتطلب تعبئة شاملة، كما هو الحال بالنسبة لبرنامج هذا الأسبوع، الذي يعكس صورة من صور الشراكة جنوب جنوب التي تربط المغرب بالدول القارة الإفريقية الشقيقة والصديقة، مضيفا بأن صحة المغرب هي من صحة إفريقيا، وبأن الصحة هي إحدى رافعات تحقيق التعاون والتنمية الشاملة.

 

 

 

وأبرز الدكتور عفيف على أن اللقاحات هي عنوان على الحياة واستمراريتها، وعلى مواجهة الأمراض والحدّ من انتشارها ومن مضاعفاتها، مؤكدا على أنه ليس من المعقول حين توفرها العزوف عنها بسبب أخبار كاذبة ومضللة، تسيء ليس للفرد وإنما للمجتمع ككل، مذكرا بضرورة استحضار ما عاشته بلادنا خلال الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19، التي تم التمكن من التقليص من حدتها وخسائرها بفضل الرؤية الملكية المتبصرة وانخراط كل مكونات المجتمع في التصدي لها مما ساهم في استرداد العافية الصحية والاجتماعية والاقتصادية.

 

من جهته أكد وحيد مبارك، رئيس القسم الاجتماعي بجريدة الاتحاد الاشتراكي والصحافي المهتم بقضايا الصحة، على أن مواجهة الشائعات تعتبر التحدي الأكبر وهو ما يتطلب تنزيلا فعليا للحق في الولوج إلى المعلومة التي يجب أن تكون صحيحة وفي الزمن الصحيح، لأن كل تأخر في تقديمها يفسح المجال أمام انتشار واسع للأخبار المغلوطة والزائفة. وشدد وحيد خلال ندوتين افتراضيتين على أن المتابعة الإعلامية لقضايا الصحة لا يجب أن تبقى مقتصرة على المناسبات العالمية والرسمية لأن مواجهة الأمراض والتوعية والتحسيس بخطورتها وأشكال تفاديها أو الحد من مضاعفاتها يجب أن تصبح شأنا إعلاميا يوميا، بشكل يجعل المواضيع الصحية المختلفة تحضر في كل المنابر المختلفة، ورقية وإلكترونية، سمعية ومرئية، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال دعم التخصص في الصحافة الصحية إلى جانب انفتاح كل المتدخلين من وزارة وفاعلين صحيين مؤسساتيين ومدنيين، على الصحافة والتفاعل السريع والمسؤول مع الأسئلة والاستفسارات والملاحظات المسجلة بخصوص كل مستجد أو موضوع صحي.

 

وأوضح وحيد مبارك بأن نساء ورجال الإعلام منخرطون في خدمة الصحة العامة ومن خلالها كل قضايا الوطن، مشددا على أن الصحة هي مسؤولية كل الفاعلين الحكوميين وليس وزارة الصحة والحماية الاجتماعية فقط، وهو ما يستدعي تكريس البعد الصحي في مختلف السياسات العمومية وضمان التقائيتها في خدمة الصحة، مؤكدا كذلك على أهمية إشراك المختبرات ومصنعي اللقاحات في النقاش العمومي المرتبط بها، وتقريب كل التفاصيل المتعلقة بها إلى الرأي العام، بشكل يعيد الثقة والطمأنينة إلى النفوس، وهو ما يمكن لكلمة أو لصورة واحدة أن تحققه إذا استطاعت أن تنفذ إلى عقل ووجدان المتلقي، مستدلا في هذا الإطار بصورة الملك محمد السادس وهو يتلقى جرعة التلقيح ضد كوفيد، التي فتحت الباب أمام انطلاقة واسعة في صفوف المواطنات والمواطنين للإقبال على تمنيع أنفسهم، الأمر الذي أتاح محاصرة الجائحة وطي صفحتها.

 

وكان البروفيسور محمد بوسكراوي قد قدم عرضا مهما خلال هذه التظاهرة التحسيسية حول واقع الإصابة بسرطان عنق الرحم عند النساء، مشيرا إلى نسبة الإصابة والإماتة وسبل الحد من هذه الآفة الصحية، وعلى نفس المنوال سار محمد بنعزوز المسؤول عن البرنامج الوطني للتلقيح الذي نحدث عن اللقاحات التي يضمنها البرنامج وفوائدها الصحية مع استعراض بعض المعيقات والإكراهات التي تعترض مسيرة تعميم التلقيح ضد الفتيات التي ترجع إلى مفاهيم خاطئة ومغالطات.

 

وكان برنامج التظاهرة حافلا بالندوات المهمة والمداخلات العلمية التي انصبت حول تكتل وتعزيز الجهود من أجل ضمان الوقاية الصحية لكل المغاربة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.