جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة

“الأسد الإفريقي 2025”.. نسخة تؤكد على العمق الاستراتيجي للعلاقات العسكرية والدبلوماسية بين الرباط وواشنطن

جورنال أنفو

انطلقت التحضيرات لمناورات “الأسد الإفريقي 2025″، التي تُعد الأضخم من نوعها في القارة الإفريقية، بشراكة راسخة بين القوات المسلحة الملكية المغربية والقيادة الأمريكية لإفريقيا “أفريكوم”.

 

وتأتي هذه النسخة لتؤكد مجددًا على العمق الاستراتيجي للعلاقات العسكرية والدبلوماسية بين الرباط وواشنطن، القائمة على الثقة المتبادلة والتنسيق المستمر في مجالات الأمن والدفاع.

 

وستشهد هذه المناورات، التي يُرتقب أن تُجرى في عدة مناطق مغربية، خاصة في الجنوب، مشاركة آلاف الجنود من قوات متعددة الجنسيات، إلى جانب مراقبين عسكريين من دول حليفة، مما يكرس البعد الدولي لهذا التمرين المشترك.

 

وتُركز التداريب على تعزيز التنسيق العملياتي بين الجيوش، وتطوير القدرات في مواجهة التحديات الأمنية الكبرى، من بينها الإرهاب، الجريمة العابرة للحدود، ومهام الإغاثة الإنسانية.

 

ويعكس تنظيم هذه المناورات على الأراضي المغربية المكانة المتميزة التي تحظى بها المملكة في الاستراتيجية الدفاعية للولايات المتحدة بإفريقيا، باعتبارها شريكًا موثوقًا يتمتع ببنية تحتية عسكرية متقدمة وخبرة ميدانية معتبرة. كما يؤكد على دور المغرب كفاعل محوري في حفظ الأمن والاستقرار في منطقة الساحل والصحراء، وفي تعزيز التعاون جنوب-جنوب في المجال الأمني.

 

وتتضمن النسخة المقبلة من الأسد الإفريقي تمارين برية، وجوية، وبحرية، ومحاكاة تكتيكية ومعارك افتراضية باستخدام أحدث التكنولوجيات العسكرية.

 

ومن المرتقب أن تشهد أيضًا عمليات مشتركة في مجال إزالة الألغام، ومواجهة التهديدات الكيميائية والبيولوجية، إلى جانب توفير خدمات طبية ومساعدات إنسانية للمناطق المستهدفة.

 

ويرى محللون أن هذا الحدث العسكري السنوي لا يعكس فقط الجاهزية القتالية للقوات المشاركة، بل يجسد أيضًا التزام البلدين بتعزيز التعاون الأمني الإقليمي، ومواجهة التحديات المعقدة التي يشهدها المحيط الجيوسياسي المشترك.

 

ويُعد الأسد الإفريقي إحدى ثمار العلاقات الاستراتيجية الممتدة بين الرباط وواشنطن، التي تشمل مجالات متعددة من ضمنها الاستخبارات، التدريب، مكافحة الإرهاب، والدفاع المشترك.

 

ومن شأن هذه التمارين أن تُعزز مكانة المغرب كقطب إقليمي في الشؤون الدفاعية، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع شركاء دوليين في سياق عالمي متغير يتطلب تنسيقًا أكبر واستباقًا للمخاطر المتنامية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.