لكل إنسان تجارب شديدة الخصوصية، وهي تمثل جزءا محددا من حياته
جورنال أنفو - بقلم الأستاذ الباحث رشيد بوعبيدي
لكل إنسان تجارب شديدة الخصوصية، وهي تمثل جزءا محددا من حياته.
فلو تجاهل الإنسان الصورة الكاملة، وأعطى أهمية وقيمة فقط لما يناسبه ويناسب تحقيق اهدافه،فلن يتمكن من فهم سلوك اي فرد من خلال الأمور الظاهرة فقط.
هنا تتجلى أهمية الفهم.
فالقدرة على الفهم. وظيفة نفسية تساعد على الوصول إلى استنتاجات عميقة عن حياة الفرد الداخلية ،الا ان السؤال المطروح :هل نحن نفهم كل ما نراه على حقيقته ،ام أن لكل منا طريقته للفهم؟
ادا قمنا بعرض صورة واحدة على مجموعة أفراد سنجد ان كل واحد سيختلف في رد فعله و تخيله عن الاخر حول المحتوى ،حيث ستكون الاجابات مختلفة.
ويرجع ذلك إلى فردانية الفرد من خلال انطباعاته والمثيراتالتي يستقبلها من العالم الخارجي، والتي تنتقل عبرالحس إلى المخ الذي بدوره يحتفظ بآثار منها، بالإضافة إلى تأثير البيئةالخارجية وكذا أنماط العيش المختلفة التي يترعرع فيهاالفرد.
كل هذه الآثار تشكل الأساس لعالم الخيال والذاكرة، ما يساعد على التحليل والفهم، إلا انها غير كافية لفهم كل ما نراه.
فحسب” آدلر” وهو عالم نفس:
أن البشر مختلفون في تكوين صورة عن العالم المحيط بهم وكل فرد له اسلوبه في تشكيل وتنظيم صلاته بالعالم الخارجي، وتكون غالبا بما يتناسب مع نمط حياته، وبالتالي فردية الإنسان تظهر بوضوح في الأشياء التي يفهمها وطريقة فهمه لها”