جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة

بروفيسور : الجراحة الروبوتية مشروع استراتيجي يعزز الريادة الإقليمية للمغرب

جورنال أنفو - و.م.ع

قال البروفيسور يونس أحلال، أخصائي المسالك البولية التناسلية وجراحة الأورام والجراحة الروبوتية بالمستشفى الجامعي بنيس (فرنسا)، إن الجراحة الروبوتية في المغرب هي اليوم في طور التوسع التدريجي، وأن المغرب أصبح رائدا في المنطقة العربية والإفريقية، سواء من حيث عدد العمليات أو من حيث إدخال مفهوم الجراحة عن بعد.

 

وأبرز البروفيسور أحلال، الذي يشرف أيضا على تسيير البرنامج الروبوتي بمصلحة جراحة الروبوت بمجموعة صحية بالمغرب، أن الجراحة الروبوتية في المملكة ليست فقط تقنية جديدة، بل مشروعا استراتيجيا يهدف إلى تحسين جودة العلاج، وتكوين جراحين أكفاء، وجعل المغرب مركزا مرجعيا إقليميا.

 

وأشار في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن مئات العمليات الجراحية أنجزت بواسطة الروبوت في مراكز متخصصة بالدار البيضاء وطنجة، خصوصا في جراحة المسالك البولية والأورام، موضحا أنه بالرغم من أن النسبة ما زالت محدودة مقارنة بالدول الأوروبية والأمريكية، إلا أن المغرب يحتل موقع الريادة على الصعيد العربي والإفريقي.

 

وحول أثر استعمال هذه التقنية على نتائج العمليات الجراحية بالمغرب، أكد البروفيسور أحلال أن الروبوت أعطى نتائج ملموسة خصوصا في جراحة المسالك البولية مثل استئصال البروستات لعلاج سرطان البروستات، أو استئصال الكلية الجزئي لعلاج أورام الكلية.

 

وأبرز المتحدث نفسه، أن الجراحة الروبوتية التي بدأت فعليا في المغرب سنة 2024، لها فوائد كبيرة تشمل دقة أكبر في الاستئصال، والمحافظة على الأعصاب والأوعية، وتقليص نسبة فقدان الدم، وتسريع تعافي المرضى وتقليص مدة الاستشفاء، وتقليل المضاعفات، و تحسين نسبة العلاج مع تفادي اللجوء إلى علاجات مضافة.

 

وبين في هذا الصدد، أنه في عمليات استئصال البروستات بالروبوت على سبيل المثال، تم تسجيل نسب تحكم بالسرطان تقارن بالمراكز العالمية، مع نتائج جيدة في المحافظة على التحكم في البول والقدرة الجنسية.

 

وحول الصعوبات التي تواجه تطوير الجراحة الروبوتية في القطاع العمومي بالمغرب، أشار البروفيسور أحلال إلى أن أبرزها يتمثل في الحاجة إلى آليات واضحة وفع الة لمراقبة وتقييم مردودية هذه البرامج على اعتبار أن التجارب الدولية أثبتت أن إدخال مثل هذه التقنيات المتقدمة يتطلب متابعة دقيقة لمؤشرات الأداء والنتائج على المدى القصير والمتوسط.

 

أما عن آفاق تطور الجراحة بالروبوت بالمغرب، أبرز خبير الجراحة الروبوتية أن المغرب يسعى اليوم ليكون منصة إقليمية للتكوين وللابتكار في هذا المجال من خلال تعميم استعمال الروبوت على تخصصات أخرى مثل جراحة النساء والتوليد، وجراحة القلب والصدر، والجراحة العامة، وإدماج التعليم والتكوين عبر التمرين والجراحة عن بعد لتمكين الجراحين الشباب من التدريب دون مغادرة المغرب، وتعزيز الشراكات الدولية مع المراكز الأكاديمية في أوروبا وآسيا، و تطوير الشبكة الوطنية للجراحة الروبوتية وربطها بإفريقيا جنوب الصحراء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.