مبادرات مشتركة بين المغرب وفرنسا لتطوير إدارة الموارد المائية وتحلية مياه البحر
جورنال أنفو
يشهد التعاون بين المغرب وفرنسا في مجال إدارة الموارد المائية تطورًا مستمرًا يعكس عمق الشراكة بين البلدين في مواجهة التحديات المناخية والمائية. فقد تم تنفيذ مجموعة من المشاريع والبرامج المشتركة التي تهدف إلى تعزيز الأمن المائي بالمغرب وتحسين استخدام الموارد الطبيعية بشكل مستدام.
ووفق منصة “الما ديالنا”، فإن من بين أبرز هذه المشاريع، يبرز مشروع “AEP Nord III” الذي يهدف إلى تأمين مياه الشرب لما يقارب مليون نسمة في المناطق القروية، مما يساهم في تحسين ظروف العيش في العالم القروي وضمان وصول الماء الصالح للشرب إلى الفئات الأكثر احتياجًا. كما يشمل التعاون الفرنسي المغربي برامج دعم فني وزراعي لتعزيز إدارة المياه عبر تطبيق تقنيات الري الذكي، وهو ما يساعد على رفع كفاءة استخدام المياه في القطاع الفلاحي.
ويعتبر المغرب أولوية للوكالة الفرنسية للتنمية في قطاع المياه، باعتباره شريكًا رئيسيًا في تعزيز الممارسات المستدامة للصمود المائي. وتشمل أنشطة الوكالة في المغرب دعم مشروع محطة تحلية مياه البحر بالدار البيضاء. وقد تم في أبريل الماضي رصد استثمارات بقيمة 70 مليون يورو لتحسين استخدام مياه الري، وتعزيز إدارة المناخ، وتشجيع الزراعة البيئية.
وفي إطار الحفاظ على الموارد الطبيعية، ذكرت المنصة أنه تم توقيع خطاب نوايا بين وكالة التنمية الفرنسية والوكالة الوطنية للمياه والغابات بالمغرب لدعم إستراتيجية الغابات المغربية 2020–2030. يشمل هذا التعاون إدارة الموارد المائية في المتنزهات الوطنية، بتمويل قدره 100 مليون يورو ومليونَيْ يورو كمنحة. كما تم توقيع اتفاقية أخرى بين الوكالة الفرنسية والوزارات المغربية المعنية بالتجهيز والماء والاقتصاد والمالية، لدعم تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للمياه وتعزيز الإدارة المتكاملة للموارد المائية، بقيمة إجمالية تناهز 100 مليون يورو.
وفي الأقاليم الجنوبية للمملكة، تواصل الوكالة الفرنسية للتنمية دعمها لمشروع بناء محطة تحلية مياه البحر في الداخلة، والذي يندرج ضمن خطة وطنية شاملة لمواجهة إشكالية المياه. كما تم إنشاء صندوق فرنسي-مغربي مشترك لدعم التعاون بين السلطات المحلية في البلدين، بتمويل بلغ 750 ألف يورو، يركز في الفترة 2025-2027 على مكافحة الضغط المائي وتعزيز الإدارة المستدامة للموارد المائية.
وتولي فرنسا اهتمامًا خاصًا بالتغيرات المناخية التي تؤثر على دول جنوب المتوسط، وخاصة ما يتعلق بالجفاف ونقص المياه. ويتركز التعاون في هذا المجال على تقليل الفاقد المائي، والحفاظ على الموارد الجوفية، وتطوير مصادر مياه غير تقليدية، إضافة إلى تحسين الممارسات الزراعية للري باستخدام التقنيات الحديثة والحلول القائمة على الطبيعة.
إلى جانب ذلك، يدعم صندوق فريق فرنسا (FEF) عدة مشاريع في المنطقة، منها مشروع “MAHDIA” في المغرب بالشراكة مع معاهد بحثية وتكوينية محلية، ومشروع آخر يهم المغرب وتونس وموريتانيا، يهدف إلى تحسين حوكمة الموارد المائية في المدن عبر إشراك النساء، بتمويل يقارب مليون يورو.
بهذه المبادرات المتنوعة، يتأكد أن التعاون بين المغرب وفرنسا في مجال المياه يشكل نموذجًا للشراكة الفاعلة في مواجهة التحديات البيئية والمناخية، ويعكس التزامًا مشتركًا ببناء مستقبل مائي آمن ومستدام للأجيال القادمة.