جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

عيوش يجمع باحثين مغاربيين للاعتراف بالدّارجة

جورنال آنفو- عبد الواحد بنديبة

 

تشهد مدينة الدار البيضاء يومي 20 و 21 دجنبر 2019 حدثا مفصليا وتاريخيا هاما، حينما ينظم مركز تنمية الدارجة ندوة مغاربية حول اللغة الأم في المغرب الكبير، يطرح تساؤلات جوهرية عميقة وحاسمة من قبيل كيف نجعل هذه اللغة اليومية لغة معترف بها ولغة مكتوبة، وهل يمكن اعتمادها كلغة رسمية للتدريس أو لدعم التدريس وما العلاقة التي يجب أن تقيمها مع اللغات الوطنية الأخرى أو اللغات الأجنبية.

ويهدف المؤتمر المغاربي الذي يجمع لأول مرة الباحثين من الدول المغاربية الثلاث الجزائر والمغرب وتونس، إلى تعزيز الصلة بينهم وإشراكهم في مشاريع بحثية حول اللغة المشتركة، نتيجة لما يعرفه المشهد السوسيولساني في المنطقة المغاربية من تغييرات عميقة أصبحت الأمازيغة معها لغة رسمية في المغرب والجزائر، كما اعتمدت اللغة الفرنسية في المغرب كلغة تدريس المواد العلمية، وفي الجزائر الحديث أضحى متناميا حول استبدال اللغة الفرنسية باللغة الإنجليزية في المدارس والجامعات، وهو زخم لا يمكنه إلا أن يتمخّض عنه مخاض يسائل وضع اللغة العربية المعيارية وعلاقتها باللغات الأخرى، تسعى الدارجة من خلاله في المغرب والجزائر وتونس للحصول على مكانة جديدة تتناسب مع الأدوار التي تلعبها بالفعل أو تلك التي يمكن أن تلعبها مستقبلا.

في السياق ذاته، يظهر الاهتمام الذي تبديه جميع شرائح المجتمع في المنطقة المغاربية بتلك القضية لأهمية اللغة كأداة للتواصل والوصول إلى المعرفة والتنمية والنجاح الاجتماعي، وكمقياس للهوية، غير أن هذا النقاش الساخن والمحتدم يكون غالبا غير مثمر، لذلك يوضح بلاغ المنظمين توصل”جورنال آنفو” بنسخة منه، أن إشراك اللغويين من المغرب الكبير يسعى المؤتمر بوساطته إلى إقامة تبادل علمي هادئ ورزين حول مسألة حاسمة، خاصة أن الدارجة في الفضاء المغاربي تبقى اللغة الأكثر إثارة للاهتمام ، وتستثير بردود فعل متباينة رغم كونها اللغة الأكثر تداولا والأكثر حيوية إلا أنها تظل مهمشة حسب البلاغ دائما، في الخطابات الرسمية كما يستبعد كل ما يروم الاعتراف بشرعيتها كلغة يمكنها القيام بوظائف تتجاوز وظيفة اللغة العامية.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.