سيدي قاسم حفرة في “قرية”

قضت محكمة الحياة أن تجعل من مدينة صغيرة تقع شمال غرب المملكة المغربية بموسوعتها المتواضعة وبمدادها البسيط المتواجد في أرشيف المملكة المغربية التي لم يشفع لحاضرها بل واقعها المرير, شاءت الأقدار أن يتوقف عدادها الزمني في بداية السبعينات وصولا إلى سنة 2019, نفس الصورة التي أخدت في الحقبة الماضية هي نفسها لأن.

ماذا عن مدينتي التي بقيت وسط خيوط غير واضحة وأمام طريق مظلمة في مساء مجحف, هي سنوات دار عليها ظهر و تكرر الحول, والنتيجة عبارة عن ماضي نتجه مخرج وحتم على فلمه التكرار, شاءت الأقدار أن يبقى الحال على ما هو عليه, لا جديد يذكر سوى واقع معاش طال عليه الزمان دون أي تغيير.

كما تعد مدينة سيدي قاسم من بين المدن القليلة التي تعاني من كثير من الأشياء وتغوصها مشاكل بالجملة, ولا مسؤول طرق باب المدينة بنية حسنة, سوى صفقات تعد ولا تحصى وأموال طائلة ترصد, لكن إلى أين ذهبت هذه المبالغ ؟ و ماذا عن الصورة المدقعة التي جسدت صفة الوفاء الغائب عن المسؤولين ؟

شباب مدينة سيدي قاسم صديق الهجرة التي تأخده إلى مدن كبيرة باحثا عن مكان له في بلادنا السعيدة, وسعادته أبلغ من أي وصف, لكن الواقع المرير بسيدي قاسم يحتم على كل من بلغ سن الرشد الرحيل, ألاف من شباب المدينة متفرقين على مدن طنجة, القنيطرة, الدار البيضاء, والرباط, وسيدي قاسم مدينة صالحة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في المنزل فقط.

المدينة التي لا تتوفر على مساحات خضراء ولا مسابح في المستوى ولا طرقات ولا مستشفيات … فمن الذي يلام يا ترى ؟ هل المسؤول الذي خان من أهدوا له الأصوات ؟ أم من باعوا أصواتهم بالمقابل ؟ و النتيجة استفادة مادية قد يصل مبلغها الإجمالي إلى ما يقارب 1000 درهم في فترة الإنتخابات وتلاحقها خمسة سنوات عجاف مع مسؤول جاء ليستثمر وليس للعمل ولإصلاح كما رنن قائلا في شعاراته الإنتخابية, وحال واقع سيدي قاسم يقول إلى متى يحن التغيير وتعم الفرحة وتتحول مدينة سيدي قاسم من بقعة تعاني من ركود الاقتصادي إلى كبريات المدن على المستوى الوطني.