جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

بساق وريشة خلق معجزة

جورنال آنفو- كوثر بلويزة

 

باتت مجتمعاتنا العربية تشهد انتشار برامج اكتشاف المواهب في شتى المجالات، كما أصبح معظم الناس يسعى وراء الشهرة، ربما لكسب المال أو لأهداف أخرى.

عندما نتحدث عن موهبة فغالبا ما نربطها بفن معين، ومن هنا فلكل موهوب قدراته الخاصة تختلف عن باقي الأشخاص.

ماذا وإن تعلق الأمر بجسد من دون يدين، يتفنن في الرسم والنحت بطرق واقعية، ومسك بريشته الصغيرة بين أصبع رجله التي بدورها تختلف عن العادة، واكتشف موهبة خارقة تحول من الصباغة والأوراق البيضاء أشكالا متنوعة ووجوه معروفة، بمجرد النظر إليها تظن أنها صور مصورة بأحدث الكاميرات.

موهبة نبعت من أشرف النمري، التونسي الأصل، منذ الخامسة من عمره، في الوقت الذي كان يحاول فيه سائر الأطفال التمسك في القلم وتعلم كتابة أول حرف من اسمه، فأشرف مسكه بأصابع رجله، ونمت تلك الموهبة مع ذلك الجسد الذي يعتبره البعض من ذوي الاحتياجات الخاصة.

تواصلت صحيفة “جورنال آنفو” مع الفنان التونسي أشرف النمري، للتعرف أكثر عن قدراته المختلفة، وإيصال عزيمته وتشبته بالحياة رغم إعاقته إلى الشعب المغربي.

ربما أشرف من بين الشخصيات المعروفة بين التونسيين لكن “جورنال آنفو” اختارت أن يكون معروفا كذلك بين المغاربة، وأجرت هذا الحوار.

 

 

 أشرف نود أولا معرفة بداياتك وقصتك مع الرسم؟

بداياتي مع الرسم كانت بحبي للرسوم المتحركة كأي طفل طبيعي في الخامسة من عمره، فانغرست لدي رغبة شديدة في تحويلها من متحركة إلى صورة مرسومة، وبالطبع كان مستحيلا على طفل بيدين مبتورتين أن يمسك القلم و يخطط أو يرسم، فحاولت تثبيته على أصابع رجلي وبدأت شيئا فشيئا تحريكه فوق الورقة، ومن تم أصبحت موهبة الرسم مرتبطة بأشرف النمرة، إلى أن اكتشفتني مديرة المدرسة التي كنت أدرس بها، و أصرت على إظهاري للإعلام التونسي سنة 1994.

كيف يتعامل أشرف النمري مع إعاقته، والتعامل مع الناس في إطار موهبته؟

بيني وبين جسدي علاقة حب وقبول منذ الصغر، وبالرغم من الإعاقة إلا أنني حاولت التعايش مع كل نقص بي وتحويله إلى قوة بجوانب أخرى عنوانها الإرادة، فإذا أراد المرء فعل شيء وتحقيق هدفه فلا حاجز سيقف بين الاثنين، حتى وإن كانت هناك حواجز فستُهدم بالإرادة القوية والعزيمة والتشبث بذلك الشيء.

أما بالنسبة لعلاقة الناس معي، فأنا إنسان اجتماعي، أنسجم مع الأصحاب والجيران بشكل عادي.

ما هو مصدر عيش أشرف النمرة، وهل لديه عمل آخر أو موهبة غير الرسم؟

الرسم بالنسبة لي يمثل الحياة وهو مصدري الوحيد للقوت والعيش، فلا عمل لي سواه، وبالنسبة لأحداث يومي فهي مليئة بالألعاب الإلكترونية مع الأصحاب والأصدقاء، فأنا أتقن مهارة الألعاب وغالبا ما أكون متفوقا على خصومي.

ما هي اللوحة التي نالت إعجاب الناس وعرفت إقبالا من قبل الإعلام؟

من بين الأشياء التي أحب رسمها هي الوجوه والشخصيات المعروفة، فقد كانت بداياتي برسم النجم العالمي “مايكل جاكسن” وغيره من الشخصيات، لكن الصورة التي تلقيت من ورائها العديد من الرسائل ونالت إعجاب الجمهور، هي رسمتي لرئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد، حيث اتصل بي مستشاره و حدد لي موعدا مع الرئيس هذا الأسبوع.

في نظرك أنت كشاب عربي، هل مجتمعاتنا العربية  تشجع المواهب وتساهم في تحقيق مبتغاهم؟

للأسف مجتمعاتنا العربية لا تعترف بالفن ولا تشجع لا المواهب الكبيرة ولا الصغيرة، وإذا تحدثنا عن حالتي الخاصة، فلو كنت بدولة أجنبية لاعتبروني أسطورة، عكس ما أعيشه الآن بتونس

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.