جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

عائشة ساليمان تكتب” الإنسان المقهور والمحظوظ والمستغل”

جورنال آنفو

 

*عائشة ساليمان

مقال الرأي هذا أخص به من رفضوا الإدلاء  بشهادتهم، مخافة عزلهم أو قطع أرزاقهم حول ملابسات وفاة الشابة جميلة الحيمر بعدما لفظت أنفاسها يوم الأحد الماضي، في مستشفى مراكش، متأثرة بحروق خطيرة أصيبت بها، إثر سقوطها في خزان “لاسيد” بوحدة لتصبير السمك في مدينة طانطان.

يقول الدكتور مصطفى حجازي في كتابه التخلف الإجتماعي مدخل سيكولوجية الإنسان المقهور، بالظبط في الفصل السادس قمت بإختيار فقرة صغيرة تؤكد ما أنتم عليه فأنتم تحت السلطة ولن تتحرروا مخافة تحرير لقمة عيشكم علما أن الأرزاق بيد الله إليكم المقطع ياسادة:
يقود التماهي بأسلوب المتسلط الحياتي وكذلك السعي اللاهث وراء رموز الوجاهة المرتبطة بهذا الأسلوب إلى ترسيخ تمثل واعتناق قيم المتسلط الحياتية ونظرته ونظرته إلى الوجود ومثله العليا وهنا يكون الإستيلاب قد بلغ ذروته، فالإنسان المتخلف ما يعود يرى تصورا آخر للوجود وغايته،
والحياة وأهدافها، مما يعزز إلى حد بعيد سلطة المتسلط وهيمنته على شؤون المجتمع .

فهو القدوة والمثال، وهو المالك لامكانات الوصول وهو من يتيح الفرص للآخرين مما يربطهم فيه بشكل لا نفكاك لهم منه.
وهكذا نجد الإنسان المتخلف المقهور يؤمن أشد الإيمان بما يتناقض مع مصلحته، وحاجته إلى الإنطلاق، يؤمن بالتربية والحظوظ الدنوية وتفاوتها.

فالناس درجات ومقامات ولا يمكن للمغبون أن يعترض على مايلحق به من حيف، أو يتطاول كي يأمل في المساواة مع الفئة المحظوظة، عليه أن يتقبل كيفية الإستغلال الذي يلحق به، وأن يعترف بسيادة المتسلط. وليس له أن يطالب بمساواة. بل كل أمله أن يطمح في فضل يتفضل به ذوو الحظوظ .كل ذلك يعطي المتسلط مشروعية تصل حد التقديس، يحرص عليها هذا الأخير ويعززها بجميع الوسائل .
كما أن الإنسان المقهور لا يرى أمامه من قيم توجه جهده وحياته والغاية منهما، ولا يتصور نموذجا لتحقيق ذاته، إلا بالتحول من خلال الحظ من وضعية المستغل إلى وضعية المقهور……

ملاحظة:المتسلط في هذه الفقرة هو صاحب المعمل ذو المال والجاه
المحظوظ :في هذه الفقرة قد يكونون كثر لكن اختزل كثرتهم في الكبرانة أو رئيسة البنت المتوفاة التي دفعتها لتنظيف حوض المياه الحمضية دون أن ترفض …
الإنسان المقهور والمستغل هم ثلة من المستخدمات اللواتي يخفن على قطع رزقهن وكتموا شهادتهن أمام الله لفائدة المتسلط والمحظوظ وكذلك للشابة جميلة المستغلة في تنظيف حوض المياه الحمضية الذي ليس من إختصاصها عندما لم تنتفض وتقل لا وتترك الجمل بما حمل في سبيل أن تعيش أو تحافظ على جسمها من الحروق المتوقعة وخطورة المياه الحمضية كانت فعلا إنسانة مقهورة رحمة الله عليها وأسكنها الله فسيح جناته…
إلى متى سيبقى طموح كل الإنسان مقهور مرتبطا بالحظ ومرتبطا بتقديم الولاء للمتسلط ولي نعمته مامن ولي للنعمة غير الله سبحانه فقول الحق أو شهادة الحق لن تقلل من رزقك الذي كتبه الله لك وأخيرا وليس آخرا إعتبروا يا أولي الألباب صدق عز وجل.

*عائشة ساليمان فاعلة حقوقية ونشيطة في المجتمع المدني في إقليم شيشاوة

من الأوائل اللذين فجروا حادث وفاة ضحية لقمة العيش في معمل العجائب بطنطان

تعليق 1
  1. عماد يقول

    لم تتركي لي ما اضيف يا عائشة .. هذا ما عرفناه علبك دائما تقولين الحق و لا تخافين لومة لائم و كثيرا ماتعانين صحيا بسبب حملك لهموم الناس ❤

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.