جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

حرب كورونا…الأطر الصحية بين مطرقة العدو وسندان الاتهام!‎

بقلم الأستاذة - فوزية لهلال

 

إطلالة صغيرة على مستشفيات أوروبا وأمريكا..وسندرك بعدها انَّنا أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة..تهاوت أمامها في ظرف أسابيع أنظمة صحية كنَّا نراها حتَّى الأمس القريب الأكثر تطورا وتماسكا..عرّت الكاميرات واقعا مرعبا لمرضى يفترشون الكولوارات في إسبانيا..لآخرين يموتون في بيوتهم في عزلة ونسيان في إيطاليا..لموتى ينقلون مكدّسين في الشاحنات في أمريكا..للشرطة الإسبانية تعثر على موتى مهملين منسيين في دار للمتقاعدين المُسِنّين في إسبانيا…والامثلة فوق أن يُحصيها قلم..

في أحد مستشفيات نيويورك نصف الأطر الصحية العاملة بأقسام الإنعاش أصيبت بالفيروس، في ولاية تعيش الآن تحت وقع الموت!

في ووهان الصينية..اصيب بالوباء حوالي 1500 طبيب وممرض..

في إسبانيا، حين كان عدد المصابين 40الف..كانت نسبة الأطر الصحية المصابة 14% بعدد 5400 حسب تصريح وزير الصحة الإسباني..

هاته الأطر  سبحت وسط أمواج الفيروس في ظل خصاص معدات الحماية قبل أن يتوصلوا بالدعم..وفي ظل نقص التكوين لمواجهة عدو مستجد..

في مستشفيات كندا..ومع تزايد الحالات لم يعد الحجر الصحي  يطبق على الأطر  التي ثبت معالجتها لمرضى بالفيروس قبل أن تتاكَّد الاصابات..وليس لها أن تقوم بإجراء الكشف المخبري إلا حين ظهور الأعراض..بمعنى أنها بدورها قد تتحوَّل إلى ناقل وخادم للفيروس..
وهذا هو الخوف الآن…

أن تتحول الأطقم الطبية إلى ناقل للمرض..وتتحول المستشفيات إلى حاضنة للفيروس..هذا السيناريو المفزع حدث بصورة جزئية في إيطاليا في أحد مستشفيات برغامو..

أكثر من ذلك..
معدات الحماية لي خاصها تستعمل مرة واحدة ويلقى بها في المهملات..يعاد استعمالها الآن في بعض المستشفيات..نصبح أمام سلسلة لتناقل الفيروس..لا نعلم أولها من آخرها..جنود غير محميين..مع نقص في العتاد..!

شهادة لطبيب إسباني أصيب بكورونا ولم يجد سريرا في مستشفى:”اعتدنا أن نعالج الآخرين..الآن يطلب منا البقاء في منازلنا لمعالجة أنفسنا..

ممرضة امريكية حسب تقرير أجرته نيو يورك تايمز عن وضعية الأطر الصحية في مستشفيات نيويورك قالت:” يلقى بنا في مجزرة.. ”

هناك تخبط في اتخاذ القرارات..لأنه لا تجربة للدول والأنظمة الصحية في تسيير هذا النوع من الكوارث ..العالم اليوم يحتاج إلى إبداع واجتهاد في طرح الحلول..بدل تبادل الاتهامات..وتعليق الأخطاء على الأطقم الطبية:

_نحن أمام أزمة إنسانية تحتاج خبراء لادارتها..خبراء في علم الأوبئة..اللوجيستيك..اطباء نفسانيين لمرافقة المقاتلين في الصفوف الأمامية..مساعدين اجتماعيين..علماء اجتماع..مجتمع مدني ملتزم..الكل يجب ان يعمل بالتوازي..والكلمة للكفاءات..

_المرضى الذين تعدوا مرحلة الخطر..او في فترة نقاهة..ولي كيحتاجو كمية قليلة ديال الأكسجين للتعافي مع الغذاء الملائم ..يقدرو يرجعو للمنازل ديالهم ويكملوا العلاج..المراقبة تقدر تتم عن طريق فرق طبية متنقلة يتم إعدادها لهذا الشأن..حتى نخفف الضغط على المستشفيات…

في الأماكن البعيدة وحتى نحول دون كثرة التنقل ونحصر الفيروس نقدرو نستعملو مصحات متنقله..
عزل الأطر الصحية عن أهلهم طيلة مدة الوباء في إقامات خاصة او فنادق..ولعلمكم هذا الإجراء الوقائي تمت المناداة به في كل الدول الموبوءة تقريبا ولا زال لم يُفَعَّل..

الاستعانة بطلبة الطب والتمريض والأطباء المتقاعدين لتعويض الخصاص..وهذا إجراء قامت به كل الدول تقريبا..ونادى به العديد من الأطر المغربية وعلى رأسهم الدكتور زهير لهنا كخبير في طب الحروب والكوارث.
التكوين الجيد قبل إلقاء الأطر في ساحة الحرب..والا ستتحول الأطقم الطبية إلى ناقلة للمرض..وهذا حدث في مستشفيات أوروبا وأمريكا وكندا..وكاينة شهادات عديدة في هذا المجال..الاطر غير المدربة تتحول إلى ناقلة للفيروس..

ومننساوش الأهم..أن الحجر الصحي خفض انتشار المرض في الصين إلى ستون بالمئة..

شيء أخير خوتي المغاربة..
الأطقم الطبية المغربية تشتغل في منظومة صحية كلنا يعلم أنها متهالكة..والاف الكفاءات والأطر هاجرت لهذا السبب..

أطباؤنا وممرضونا كانوا حتى الامس القريب يتظاهرون من أجل النهوض بالقطاع..وتحسين أوضاعهم..والحيلولة دون خوصصة التعليم في قطاع حيوي تتوقف عليه صحة المواطن المغربي.  ومللي خرجوا..مورس عليهم القمع..وكاين فيهم لي كلا العصا..والمواطن كيشوف وساكت…

ميزانية وزارة الصحة قُزِّمَت تطبيقا لتوصيات صندوق النقد الدولي….والمواطن كيشوف..وساكت.
والان تتعالى الصيحات بعد الفيديوهات اللي خرجت تعري المنظومة في عز الأزمة..وكانَّنا نتفاجا..وتلقى كل الاخطاء التي راكمتها المنظومة لعشرات السنين في وجه الأطر الصحية..

من حق كل مواطن مغربي أنه يتعالج في ظروف إنسانية..تحترم ادميته..ومن واجب الأطر تؤدي واجبها الذي أدت عليه القسم..ومن حقها على الدولة انها توفر ليها آليات العمل ..والاهم من هادشي أن البلاد في حالة حرب ومن واجبنا في هاته الفترة نتضامنو ونبدع في طرح الحلول..راحنا جسد واحد..اطر صحية ومواطنين..ولسنا ابدااا اعداااء…
حفظكم الله واهلكم من كل سوء

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.