جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

“كورونا يهزم العالم ويُفني الكون في غضون سنة “

بقلم الأستاذ : محمد الشمسي

 

بداية أود أن أشير إلى أن العنوان أعلاه لا ينبني على دراسة علمية، ولا على بحث ميداني ، ولا على إحصاء رسمي، فالعنوان ما هو إلا كذبة أبريل بمناسبة الفاتح من شهر الكذب الذي يصادف اليوم الأربعاء سنة 2020 ، ولأن المناسبة شرط وددنا أن نغوص معا في الغزوات التي شنتها الأوبئة ضد البشرية، والتي انتهت كلها بانتصار الإنسان وباندثار الفيروس وتحويله إلى مجرد ذكرى، فأما كورونا فهو الفيروس رقم 16 من الفيروسات التي ضربت العالم، ولعله أقلها قتلا، فالرعب والفزع منه يفوق فتكه، وقوته تتمثل في الاستهانة به وعدم التصديق بوجوده، ونقط ضعفه تكمن في النظافة والوقاية وتجنب الأماكن المزدحمة، ثم إن قطرات من جافيل أو الكحول تقضي عليه، وهو لا يقوم على قاعدة كل إصابة تعني الوفاة، لأن التجارب أثبتت أن نسبة الشفاء منه عالية جدا، لدرجة أن هناك حالات أصابها الفيروس وتحملت مضاعفاته ولم تعلم بحملها له إلا بعد أن أوشكت على الشفاء منه وبلا أي دواء.

كذبة أبريل لهذه السنة نخصصها للدروس والعبر التي يمكننا أن نستخلصها أو نكون قد استخلصناها من وراء هذه الجائحة، أن نخاف من الكوارث خوف الحكماء ، وان نحتاط من التهلكة حيطة العلماء، وأن ننفق في ساعة الشدة كما في الرخاء إنفاق الزاهدين، وأن نأخذ الأخبار من أفواه الصادقين، وأن ننعم بالحرية تنعم العاقلين، وأن نحمد الله على ما جاد به علينا في هذا الوطن من سكينة فنكون له من الشاكرين، وأن نرفع القبعات لرجال ونساء الصحة والشرطة والدرك والسلطة والجيش تحية الأحرار الأبطال، وأما الدرس الأخير فهو صلحنا مع ذواتنا وأنفسنا، فقد ثبت أن مناعة الإنسان هي الترياق ضد كل الفيروسات ، وثبت معه أن هذه المناعة مرتبطة بالتغذية، وثبت في الأخير أنه ليس كل ما نلتهمه هو مفيد لمناعتنا ولو كان باهض الثمن، وأن هذا الشرير كورونا سيفرض علينا العودة إلى عادات سلفنا الصحية في التغذية، نأكل ما نطبخه في مطابخنا وعلى أعيننا، بدون مواد حافظة ولا مهدرجة، وفي أوقات منتظمة وبلا سرعة أو تسرع، فها نحن نضطر اليوم إلى التوقف عن فعل كل شيء، ولأن مناعتنا سلاح فلينظر كل واحد منا كيف يحافظ على سلاحه، فهل استوعبنا الدرس أم أنها كذبة أبريل؟.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.