وباء كورونا الخطير وكيفية القضاء عليه على المدى القريب
بقلم : جورنال أنفو
لأن الوباء كان مفاجئا و مثل تهديدا لاستمرار الحياة، فقد كان طبيعيا أن تكون المواجهة بقرارات وإجراءات سريعة على المدى القريب، بل القريب جدا، تتسارع سرعة الانتشار بل يجب أن تسابقها و تسبقها لمحاصرتها في أفق القضاء عليها.
قرارت تتغير بشكل يومي حسب العديد من العوامل و المعطيات، كاتساع رقعة الوباء وعدد ضحاياه و المعطيات التقنية و العلمية و الإحصائية المتوافرة عن أصله و فصله و التجارب السريرية التي أجريت و خبرات دول اخرى في المواجهة.
وإذا كان اتخاذ القرار في ظرف كهذا يتطلب توفر المقررين على استعدادات نفسية و مهارات تقنية تجعلهم يخططون و يوظفون العوامل السالفة من أجل وضع استراتيجية مواجهة ناجعة تسخر الإمكانيات المتاحة أو حتى ابتكارها مع ضرورة تعزيز الثقة بين المواطن و القيادة و اعلاء روح المواطنة و التضامن بين المواطنين الأمر الذي قد نجح المغرب إلى حد بعيد .
وإذا كان طبيعيا وضروريا أن يتم التركيز بشكل كبير على المدى القصير في المعركة ضد الوباء بغرض السيطرة عليه وإنقاذ الأرواح الآن، مع ما يستتبع ذلك من إجراءات اقتصادية واجتماعية للحد من التأثيرات الناتجة عن توقف عدد كبير من الانشطة والقطاعات وتراجع أو توقف مجموعة من الموارد العمومية، فإنه من الطبيعي والضروري أيضا أن يحضر في هذا الوقت التفكير العقلاني والرصين في افق الخروج ليس فقط من الحجر المنزلي تدريجيا ، بل وأيضا في الحد من أي أثار سلبية يمكن أن تترتب عن عدد من الإجراءات التي اتخذت واتخاذ القرارات التي تحد من أثارها السلبية، وعلى الخصوص في التغييرات التي تفرض نفسها على المدى البعيد من اجل تحصين الوطن والشعب المغربي في مواجهة مختلف الهزات و الازمات و الحروب التي قد نعرفها مستقبلا بل و للصيرورة في اتجاه تحقيق استقلاله الاقتصادي مع ما يعنيه ذلك من استقرار سياسي و ريادة إقليمية و رفاه اجتماعي.