جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

التزموا أيها المغاربة بالحجر الصحي مهما طال فلا زال الأمل في النجاة قائما و لا تقضوا عليه بالخرق

بقلم الأستاذ : نور الدين الرياحي

 

 لو علم كل مغربي كم تخسر الدولة كل دقيقة أو ساعة أو يوم مقابل مكوثه في منزله كيف ما كان هذا المنزل و كيف ما كانت ظروف الإيواء ما دام يحقق  مهمة الحجر الصحي، ولو علم كم تخسر من أموال سبيل ذلك و تضحيات و خسائر مادية في هذه الحرب ضد الجائحة، لما خرج و لو لثانية من منزله و لاكتفى بكسرة خبز و ماء و منع أهله من الخروج   لضمان نجاح هذا الحجر المكلف.
فالدولة رغم إمكانياتها البسيطة في عام فلاحي اتسم بجفاف سنتين متتابعتين  نطلب من الله رحيلها ، آثرت صحة مواطنيها على اقتصاديات البلاد ، و لم ترد أن تتغاضى على ما تغاضت عليه دول أكبر منها طاقة و أغنى منها مواردا سبقت الحاجة المادية و خاطرت بأرواح شعوبها.
فعلا لقد اختارت المملكة المغربية بقيادة عاهلها ، سلامة المغاربة وصحتهم على كل أموال الدنيا و استطاعت بحنكة بالغة و تضحيات جسيمة أن يضرب بها المثل في الخروج من الحرب بأقل الخسائر ، لان العبرة بالنتائج الأخيرة و هو أنه بعدما تحط حرب كرونا أوزارها، فإن تقييم مجهود الدول يكون في قدرتها على الخروج بأقل عدد من الخسائر البشرية. 
ففي الوقت الذي نجد أرقام الدول العظمى المخيفة تتصدر كل الواجهات نحمد الله سبحانه و تعالى على إجراء الحجر و ولطفه الرباني الذي يشملنا به .
و الحقيقة أن غالبية المغاربة يستشعرون اليوم جسامة المسؤولية وإن كانت تلك القلة القليلة الخارقة  للحجر في بعض الأحيان نجد لها بعض العذر في نقصان وعيها بخطورة العدو، إذ بمجرد ما تستشعر بقوة الرسالة حتى تهب إلى حماية نفسها بكافة الإجراءات الاحترازية كما لا حظنا ذلك مع روبورتاجات القائدة حورية التي بمجرد توعية سكان دائرتها حتى يبدؤون مباشرة في تنفيذ تعليماتها في احترام لها و لإجرءات الحجر .
لذلك ينبغي أن يعي كل مغربي أو مغربية بأن أكبر رفاهية ينعم بها شعب على الكرة الأرضية اليوم  في زمن كرونا هي أن توفر له دولته إجراءات الحجر الصحي بأية وسيلة كانت، وإن هذه الرفاهية غالية الثمن من حيث تنظيمها و مراقبتها و تجسيدها على أرض الواقع، فهي ليست عقوبة يجب أن نستعجل ذهابها و لا ضيفا ثقيلا نتمنى رحيله بل هي تضحية أمة بكاملها و وقاية لا مثيل لها  من أجل انجاح خطة الخروج من حرب لا تبقي و لا تدر بأقل الخسائر. 
و عندما نتكلم عن الحجر الصحي فيجب أن نتكلم عليه كهبة من السماء أنقذنا بها الله في وقت لو تأخرنا عليه و لو بأسبوع لوقع لنا لا قدر الله ما وقع لأمم وصلت حد تطبيق الموت الرحيم و الاختيار بين المرضى في نزع آلات الأكسجين ، و هي صورة قال عنها رئيس أحد المستشفيات السويسرية هي أقبح ما يمكن أن يصل اليه الإنسان من تدهور في تاريخه الإنساني ، و قد رأيت الدموع تكاد تخرج من عينيه و هو يتحدث عن الأزمة العصبية و النفسية التي مر بها الأطباء في درجات الذروة من هذا الوباء الذي لا يمكن أن تدعي أية دولة اليوم بأنها كانت مستعدة أو أنه لم يأتها على حين غفلة .
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.