نزار بركة : الحزب متشبث بالآلية الانتخابية كمدخل أساسي لاكتساب المشروعية الشعبية في تدبير الشأن العام
جورنال أنفو
قال الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، إن الحزب متشبث بالخيار الديمقراطي باعتباره ثابتا من الثوابت الدستورية التي لا يمكن التراجع عنها، وبالآلية الانتخابية كمدخل أساسي لاكتساب المشروعية الشعبية في تدبير الشأن العام.
وأكد بركة، في افتتاح أشغال دورة اللجنة المركزية للحزب المنعقدة مؤخرا عن بعد تحت شعار “المغرب ما بعد جائحة كورونا، المغرب الجديد”، أن الحزب يتوفر على تصور واضح بخصوص الإصلاحات التي ينبغي القيام بها على صعيد القوانين الانتخابية وقانون الأحزاب من أجل إعادة الاعتبار للشأن السياسي وتكريس الديمقراطية في المملكة.
ووفق بلاغ للحزب، فقد دعا بركة، خلال هذا الاجتماع، جميع المناضلات والمناضلين والمتعاطفات والمتعاطفين مع الحزب للتعبئة من أجل إنجاح المحطة الانتخابية المقبلة باعتبارها “محطة مصيرية بالنسبة للبلاد سياسيا للقطع مع العزوف وعدم الثقة في السياسة”.
وأضاف الأمين العام لحزب الاستقلال، يبرز البلاغ، أنه برغم ما تقتضيه حالة الطوارئ الصحية وضرورات الإنعاش الاقتصادي من جاهزية وسرعة في اتخاذ القرار، “لا بد من الحرص على رصيد المكتسبات الديمقراطية والحقوقية، وتقوية المؤسسات التمثيلية والتشاركية، ومؤسسات التقنين والحكامة الجيدة”، مؤكدا على ضرورة اضطلاع هذه المؤسسات بأدوارها كاملة وبكل مسؤولية ووطنية، طبقا لما ينص عليه الدستور في ما يتعلق بفصل السلط وتعاونها وتكاملها، وفي ما يتعلق بربط المسؤولية بالمحاسبة.
وسجل أنه رغم ظرفية الأزمة، وحالة الطوارئ الصحية، كان هناك حرص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على عدم تعطيل أدوار المؤسسات، “وهذا”، يضيف السيد بركة، “مكسب كبير في كفة الديمقراطية، وفي كفة الأحزاب الوطنية الديمقراطية التي كافحت من أجلها”.
وشدد، من جهة أخرى، على أن روح الوحدة الوطنية التي تتجسد اليوم في الالتفاف القوي لكل الأفراد وقوى المجتمع بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في معركة مواجهة الوباء، ينبغي أن تظل في قوتها وتلاحمها كجزء لا يتجزأ، في التفكير والتخطيط الجماعي والتدبير لمرحلة الخروج من الحجر الصحي، والخروج من تداعيات الأزمة، والبناء المشترك لمغرب ما بعد الأزمة، مردفا أن جائحة فيروس كورونا مكنت من تحقيق إجماع وطني نادر – لا يتحقق عادة إلا مع ثوابت ومقدسات الأمة- ومن توطيد وحدة الصف والتعبئة التضامنية بين مختلف أفراد وشرائح المجتمع.
وتابع “استرجعنا في لحظة مواجهة الجائحة – وهذه مفارقة أخرى من مفارقات الخصوصية المغربية- رابط الثقة بين الدولة والمجتمع، وحصل الاقتناع بأننا في مركب واحد بعيدا عن منطق التدافع والصراع الفئوي أو المصلحي أو الجشع الاقتصادي”، حيث تبين أنه “تكون لدى المغاربة قدرة جماعية على التحدي والصمود والتضحية، عندما يكون هناك حس وطني حقيقي لدى الجميع، وثقة بين المواطن والمؤسسات، واقتناع مشترك بأن ما يحرك الدولة والمجتمع هو تحقيق الصالح العام لفائدة المغاربة جميعا”.
وذكر السيد بركة بالمذكرة التي قدمها حزب الاستقلال لرئيس الحكومة للخروج من الأزمة وتحقيق إنعاش اقتصادي مسؤول اجتماعيا وبيئيا لحماية المكتسبات والبناء المشترك للمستقبل، مشيرا إلى أن الحزب يعتبر أن أزمة كورونا تشكل فرصة تاريخية للقطع مع السياسات التي بلغت مداها وكانت وراء الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية التي عمقتها هذه الأزمة.
كما أكد الحزب، يقول بركة، على ضرورة بلورة رؤية شمولية مندمجة للنهوض بالبلاد تتجاوز المقاربة العمودية والمفككة التي تم اعتمادها من طرف هذه الحكومة والتي أبانت عن فشلها، معتبرا أن المغرب يعيش اليوم لحظة مفصلية لمواصلة العمل من أجل سلامة المواطنات والمواطنين والنهوض بالحياة الاقتصادية والاجتماعية، خصوصا أن المغرب معرض لانكماش اقتصادي تاريخي ستكون له انعكاسات وخيمة على البطالة والفقر.