اليعقوبي تتّفق مع قرار الحكومة منع السفر إلى ثمان مدن
جورنال أنفو- عبد العزيز بنعبد السلام
في الوقت الذي أثار القرار المشترك لوزارتي الداخلية والصحة، القاضي بمنع السفر من وإلى بعض كبريات المدن المغربية التي تشهد تسجيل أعداد مرتفعة من الإصابات بفيروس كورونا “غضب” العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، قاربت إيمان اليعقوبي القرار من زاوية مختلفة.
كتبت اليعقوبي، في تدوينة نشرتها في صفحتها الفيسبوكية ما مفاده: “سأقول كلاما لن يعجب الكثيرين وأعرف أني سأثير “سخط” العديد من الأشخاص، ولكنْ… “العيد الكبيرْ” أو عيد الأضحى هو أكبر مناسبة مقدّسة عند المغاربة، بعد صيام شهر رمضان.. وهو العيد الذي يقصد فيه أيّ شخص يستقرّ في مدينة بعيدة عائلتَه كي يقضي معهم هذه المناسبة، أي أننا اعتدنا أن نقضي العيد بطرق وعادات محدّدة لا تتغير. بل إن قداسة العيد بالنسبة إلى المغاربة نصل بهم إلى حدّ إخلاء المدن الكبرى عن آخرهاK بل إن بعضهم مستعدّون حتى لتقديم استقالاتهم من أعمالهم إن رفض مشغّلوهم منحهم إجازة في العيد الكبير.
وتابعت اليعقوبي في تدوينتها: “رغم أن الأمور مختلفة هذه السنة فنحن مصرّون على أن نقضي العيد في طقوس السنوات العادية.. أي أننا نريد أن نسافر حيث تقيم عائلاتنا، والأصل أننا في حالة طوارئ، أي أنّ الوضع ليس عاديا والحكومة قد تتخذ قرارات “مفاجئة” لمواجهة وضع محدد.
فالواقع أن المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء وطنجة وفاس ومكناس وبرشيد، هي أكثر المدن التي تشهد حالات إصابة. وللصّدفة فهي أكثر المدن التي تصبح خالية عن آخرها خلال فترة العيد. فماذا يعني هذا ؟ يعني أنّ الحكومة إذا أصدرت قرارا بإيقاف السفر مع إعطاء مهلة يوم أو يومين، فستخلو هذه المدن عن آخرها، أي أن المرض سينتشر بكثرة في المدن التي يقصدها أهل سوس أساسا، وهي من أقلّ المدن من حيث عدد الإصابات بالفيروس. بل إن هناك عددا من البوادي التي لم تُسطّل فيها أية حالة إصابة، لكنْ هي أيضا سينتقل إليها الفيروس. فأيّ قرار غير “مفاجئ” سيؤدّي إلى ظهور بؤر جديدة في مناطق من المغرب بدأ الفيروس فيها يتراجع أو تسجّل حالات إصابة قليلة”.
وتابعت اليعقوبي “من يقولون إنه كان على الحكومة أن تتواصل بشأن قراراتها، سأجيبهم بأن رئيس الحكومة في الجلسة الشهرية لمجلس النواب أكد وشدّد على ضرورة السفر فقط للأمور العاجلة.. وهو الأمر الذي كان قد شددّ عليه قبل الجلسة؛ ولهذا سأله النواب بخصوصه. لكننا استخففنا بهذا التحذير.. أما الذين يقولون إنه كان يجب “إلغاء” العيد فسأجيبهم بأن التكلفة المالية والاقتصادية لإلغاء العيد خطيرة جدا.. فعيد الأضحى ليس فريضة، أي أنّ من لا تتوفر فيهم شروط قضائه فليس عليهم حرج.. لكننا لا نريد أن نؤدّي شعيرة العيد، بل نريد أن نعيش الأجواء بالطريقة الاعتيادية نفسها. وإذا لم نستطع فنحن ندعو إلى إلغائه، وهذا غير منطقي. نحن مطالبون هذه السنة بالتضامن. وواجب التضامن مع البادية والكسّابة هو عدم إلغاء العيد، لأن إلغاءه سيؤثر على البادية وسيؤثر حتى على العيد خلال السنة المقبلة وسيكون له تأثير على المدينة. فالمطلوب، إذن، أن نؤدّي شعيرة الذبح لكنْ وفق طقوس أقل وبالتخلي عن بعض العادات الجميلة التي اعتدناها. ومن لم يستطع يمكن أن يقدّم ثمن الأضحية لمن يستطيع الذبح وليس له المال لشراء أضحية. ولمن لا يستطيع الإثنين فلا بأس ولا حرج عليه. المهم أن نقوم بالأمر على قدر الاستطاعة حتى لا تكون البادية الضحيةَ الأكبر للجفاف ولكورونا أيضا وحتى نتضامن مع الفلاحين، من خلال تخفيف أعبائهم هذه السنة ولشكرهم على جهودهم في توفير الغذاء لنا ونحن، أبناء المدينة، سالمون آمنون في بيوتنا”.