المغرب يعيد تنشيط ملف انضمام العراق لمنظمة التجارة العالمية في جنيف
جورنال أنفو
أجرى السفير عمر هلال، رئيس مجموعة العمل المعنية بانضمام العراق إلى منظمة التجارة العالمية، هذا الأسبوع بجنيف، سلسلة من الاجتماعات مع الأطراف المشاركة في منظمة التجارة العالمية، وذلك قصد إعادة تنشيط ملف إدماج العراق داخل هذه المنظمة.
وتأتي هذه الاجتماعات عقب محادثة هاتفية أجراها السيد هلال، الشهر الماضي، مع وزير التجارة العراقي الجديد، علاء أحمد حسن الجبوري، والتي اتفق خلالها الجانبان على تنشيط المفاوضات، بغية تسريع عملية انضمام الجمهورية العراقية لمنظمة التجارة العالمية.
هكذا، تباحث السيد هلال مع المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، روبرتو أزيفيدو، كما عقد جلسة عمل مع نائب المدير العام المكلف بعمليات الانضمام، آلان وولف، وكذا مع مايكا أوشيكاوا، مديرة قسم عمليات الانضمام.
وفي هذا السياق، تعهد السيد وولف بالعمل على تحسيس دول منظمة التجارة العالمية، قصد تسهيل عملية انضمام العراق.
من جهة أخرى، أجرى السيد هلال اجتماعات ثنائية مع السفراء والممثلين الدائمين بجنيف، والدول الرئيسية المشاركة في هذه العملية، لاسيما الاتحاد الأوروبي، وسويسرا، وروسيا، والصين، والمملكة العربية السعودية، بصفتها منسقا للمجموعة العربية. كما أجرى محادثة هاتفية مثمرة مع ممثل الولايات المتحدة الذي كان يتواجد بواشنطن.
وأجمع محاوروا السيد هلال على التعبير عن الشكر والإشادة بجهود المغرب الدؤوبة، الرامية إلى إعادة إطلاق عملية انضمام العراق إلى منظمة التجارة العالمية، في السياق الصعب لوباء “كوفيد-19”.
وفي هذا السياق، عقد الدبلوماسي المغربي جلسة عمل افتراضية من بغداد، مع عادل المسعودي، المدير العام للعلاقات الاقتصادية الخارجية بوزارة التجارة ورئيس الوفد المكلف بالمفاوضات. وقد شكل هذا الاجتماع مناسبة للجانب العراقي، من أجل تجديد تأكيد التزامه بمضاعفة الجهود قصد تحضير جميع الوثائق المطلوبة للانضمام.
ولهذه الغاية، طلب الجانب العراقي المساعدة التقنية لفائدة مختلف القطاعات الوزارية المعنية من أجل تشكيل فريق تفاوض فعال، كفيل بتمكين العراق من التفاوض بشكل أفضل حول مصالحه خلال هذه العملية، التي ستكون طويلة وشاقة. وقد تم استكمال جلسة العمل الافتراضية هاته باجتماعات تنسيقية عقدت مع البعثة العراقية، ومع عباس كاظم عبيد، سفير العراق في جنيف.
ومن أجل حشد المساهمات المالية الضرورية للمساعدة التقنية، والتكوين وتعزيز القدرات المطلوبة من قبل السلطات العراقية، عقد السيد هلال جلسة عمل افتراضية مع ممثلي البنك الدولي في كل من بغداد وبيروت. من جهة أخرى، دعا رئيس مجموعة العمل، في لقاء مع مدير المساعدة التقنية للمركز التجاري الدولي إلى تعزيز الدعم التقني لفائدة الوفد العراقي.
وتأتي إعادة إطلاق عملية انضمام العراق إلى منظمة التجارة العالمية، في سياق إيجابي، تعززه إشارات مشجعة عقب تشكيل الحكومة العراقية الجديدة التي يقودها مصطفى الكاظمي. حيث أعرب هذا الأخير عن تطلعه إلى الانفتاح على محيطه الإقليمي والدولي. هكذا، يهدف السيد الكاظمي إلى محاربة الفساد، والقيام بالعديد من الإصلاحات في البلاد، لاسيما على مستوى المنظومة القضائية، فضلا عن تنفيذ التحول الاقتصادي الضروري حتى لا يتم الاعتماد بشكل أساسي على النفط كمورد رئيسي للناتج القومي الإجمالي للعراق، وذلك من خلال التركيز على تنويع دخله عبر تعزيز قطاعات الفلاحة، وتربية المواشي، والصناعات الفلاحية والتجارة.
وعشية هذه المناقشات التمهيدية، التي قادها السيد هلال في جنيف، قام البنك الدولي بنشر تقرير عن الوضع الاقتصادي في العراق. ويؤكد هذا التقرير على أهمية انضمام البلاد إلى منظمة التجارة العالمية، ما سيساعد على استكمال العديد من الإصلاحات، عبر التزامات دولية ملزمة، وتمكين العراق من الاستفادة من نظام تجاري متعدد الأطراف، شفاف، قابل للاستقراء، وينبني على قواعد.