المستشفى المغربي ببيروت.. إقبال متزايد على خدمات جراحة العظام والمفاصل
المصطفى الناصري (ومع)
تشهد مصلحة جراحة العظام والمفاصل بالمستشفى العسكري الميداني ببيروت، الذي أقامه المغرب بهدف تقديم العلاجات الطبية العاجلة للمصابين جراء انفجار ميناء العاصمة، إقبالا متزايدا لمتضرري الانفجار الراغبين في الاستفادة من الخدمات الطبية والعلاجية التي توفرها المصلحة.
وتستقبل المصلحة، التي يسهر عليها طاقم طبي وتمريضي متكون من أساتذة وأخصائيين في جراحة العظام والمفاصل، بشكل يومي أعدادا كبيرة من المرضى ومختلف الشرائح المجتمعية اللبنانية والمقيمة بالبلد الراغبين في الاستفادة من مختلف الخدمات الأساسية بهذه الوحدة المتخصصة التي يسخر طاقمها جهودا متواصلة لبلسمة جراح متضرري فاجعة الانفجار.
وتعرف المصلحة، وعلى غرار باقي أقسام المستشفى الميداني، الذي شرع في تقديم خدماته منذ 10 غشت الجاري، توافد العديد من المرضى والمعوزين الذين يتلقون الرعاية الصحية الجيدة والخدمات الطبية في هذا التخصص.
ويبرز الدور الهام الذي تضطلع به مصلحة جراحة العظام والمفاصل من خلال استقبالها يوميا ما بين 100 و140 مريضا ، إلى جانب إجراء طاقمها إلى أزيد من 72 عملية جراحية دقيقة مستعجلة، بمعدل ما بين 18 و20 عملية في الأسبوع.
ويقدم الطاقم الطبي لهذه المصلحة العديد من الخدمات الطبية والعلاجات الأساسية وخاصة العناية بالأشخاص الذين يعانون من الكسور الناتجة عن الإنفجار المدمر، وتمزق الأوتار الناتجة عن شظايا الزجاج، إلى جانب الاهتمام بالحالات التي تعاني من تعفنات الجروح، ورعايتها بالمرضى الذين يعانون من آلام شظايا الزجاج والقطع المعدنية.
وفي هذا السياق، قال البروفسور جلال بوخريص الأخصائي في جراحة العظام والمفاصل إن المصلحة تستقبل بشكل يومي العديد من المرضى وخاصة ضحايا انفجار مرفأ بيروت والمصابين في أغلب الحالات بكسور أو جروح عميقة ناتجة عن تداعيات الانفجار، مؤكدا أن هاته الحالات استدعت تدخلات طبية مستعجلة مرت في ظروف صحية جيدة.
وأضاف السيد بوخريص، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المصلحة تشهد يوميا توافد شرائح مجتمعية والمرضى الذين يعانون في أغلب الحالات من احتكاكات غضروفية والتهابات مفاصل مزمنة والكسور الناتجة عن حوادث السير وأخرى نتيجة حوادث منزلية وتعفنات جروح الأطراف والأورام، تطلبت هي الأخرى تدخلات طبية وعلاجات أساسية، الى جانب استفادتهم من خدمات الأشعة والأدوية المجانية.
من جانبه، أكد البروفسور الاخصائي في جراحة العظام والمفاصل والطبيب الرئيسي للمستشفى العسكري الميداني شكار قاسم، في تصريح مماثل، أن مصلحة العظام والمفاصل التي يشرف عليها فريق متكون من أطباء اختصاصيون من الكفاءات المشهودة لها بالكفاءة ، قامت بإجراء عمليات جراحية نوعية مرت في ظروف صحية جيدة وكللت كلها بالنجاح .
وأضاف السيد شكار، أنه إلى جانب العلاجات الأساسية، تعمل المصلحة على تقديم الاستشارات الطبية وخدمات مرتبطة بهذا الاختصاص تصب مجملها في تسهيل شفاء المرضى ومساعدتهم على تجاوز تداعيات الانفجار.
وتابع أن المستشفى العسكري الميداني المغربي يحرص على تقديم خدمات طبية بجودة ونوعية عالية للمرضى والراغبين في الاستفادة من خدماته في إطار الاحترام التام للتدابير الوقائية من وباء “كورونا”، مبرزا أن المستشفى يساهم الى حد كبير في تخفيف الضغط على المستشفيات اللبنانية المتضررة من الحادث.
وقدم الطاقم الطبي للمستشفى العسكري الميداني المغربي ببيروت منذ 10 غشت والى غاية 6 شتنبر الجاري، 22 ألف و357 خدمة طبية استهدفت 9698 شخصا الذين تلقوا علاجات وفحوصات وخدمات طبية عديدة شملت مختلف التخصصات.
كما سهر على تقديم خدمات علاجية أساسية متعددة من بينها 619 خدمة خاصة بالتحاليل الطبية، وإجراء 1772 فحصا بالأشعة، منها 697 للفحص بالصدى، فضلا عن توزيع الأدوية مجانا لفائدة 7678 شخصا.
وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قد أصدر تعليماته السامية لإرسال مساعدة طبية وإنسانية عاجلة للجمهورية اللبنانية، على إثر الانفجار المفجع الذي وقع في ميناء بيروت، مخلفا العديد من الضحايا وخسائر مادية جسيمة.
وأعطى جلالة الملك تعليماته السامية لإرسال وإقامة مستشفى عسكري ميداني ببيروت بهدف تقديم العلاجات الطبية العاجلة للسكان المصابين في هذا الحادث.
وقضت بيروت، في الرابع من غشت المنصرم ، ليلة دامية جراء انفجار ضخم في المرفأ، خلف 191 قتيلا وأزيد من ستة آلاف جريح، فضلا عن خسائر مادية هائلة تقدر بنحو 15 مليار دولار، وفقا لأرقام رسمية غير نهائية.
ووفق تقديرات رسمية أولية، وقع انفجار المرفأ في عنبر 12، الذي قالت السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طنا من مادة “نترات الأمونيوم” شديدة الانفجار، كانت مصادرة ومخزنة منذ عام 2014.