جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

الدخول السياسي بفرنسا.. النقاش حول انعدام الأمن يعود للواجهة

إدريس التكي (ومع)

عاد النقاش حول انعدام الأمن إلى الواجهة في فرنسا مع بداية الدخول السياسي بعد تسجيل سلسلة من الاعتداءات خلال فصل الصيف والتي شكلت صدمة بالنسبة للرأي العام، في الوقت الذي تواجه فيه البلاد أزمة صحية غير مسبوقة جراء وباء فيروس كورونا وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية المخيفة .

وإذا كانت الحكومة تؤكد أنها تأخذ على محمل الجد هذا الموضوع الذي يشغل إلى أقصى حد بال الساكنة، وذلك من خلال تعبئة موارد بشرية ومادية مهمة ، فإن المعارضة تنتقد موقف السلطة التنفيذية الذي تصفه بـ “المتراخي” وتذهب إلى حد الحديث عن تفشي “العنف المفرط في كل أنحاء البلاد” وعن “أزمة سلطة”.

منتقدو الحكومة ، وعلى رأسهم اليمين المتطرف ، يتهمونها بـ “العجز” عن مواجهة ما يسمونه بـ “وحشية” المجتمع الفرنسي ، في أعقاب سلسلة من الاعتداءات التي تداولتها بقوة وسائل الإعلام ،و أعمال عنف و تبادل لإطلاق النار أرخى بضلاله على فصل الصيف الفرنسي، مما زاد الشعور بعدم الأمان لدى شريحة عريضة من الرأي العام الفرنسي.

وبالفعل، فقد أظهر استطلاع للرأي أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام، أن 73 في المائة من الفرنسيين يعتبرون أن حصيلة الحكومة في مجال محاربة انعدام الأمن “سلبية”.

وتضغط المعارضة ، التي تتحدث عن “تبخيس العنف” داخل المجتمع الفرنسي، على السلطة التنفيذية لتسريع بإصدار “كتاب أبيض حول الأمن” وتحسين فعالية الرد الجنائي من أجل مكافحة العنف وتجنب البطء الذي سيولد الشعور بالإفلات من العقاب.

وأمام الهجوم الذي تتعرض له السلطة التنفيذية منذ أسابيع، ومن أجل طمأنة الفرنسيين ، قرر الرئيس إيمانويل ماكرون وضع محاربة انعدام الأمن على رأس أولوياته في السنتين القادمتين لسحب البساط من تحت أقدام المعارضة، فيما قام وزير الداخلية جيرالد دارمانان بالعديد من الزيارات لمناطق فرنسية وبخرجات إعلامية من أجل الدفاع عن منجزات الحكومة ، و أيضا لتوجيه رسالة مطمئنة إلى المواطنين.

وفي هذا السياق، يأمل الرئيس الفرنسي في جعل انعدام الأمن في صلب ندوة تتعلق بالدخول السياسي للحكومة، وكذلك سبل محاربة وباء كورونا، على اعتبار أن الأمر يتعلق بمواضيع رئيسية تثير قلق الفرنسيين إلى جانب الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدل البطالة .
https://journalinfo.ma/wp-admin/edit.php

و أقر رئيس الوزراء جان كاستيكس مؤخر ا بالقول ” نحن نتفهم أن مواطنينا قلقون من تنامي العنف” ، بينما شدد رئيس الدولة على ضرورة “التعامل مع المشاكل الأمنية بواقعية وقوة وإرادة ، ولكن في نفس الوقت لابد من معالجة السبب الجذري “.

وردا على منتقديها ، تؤكد الحكومة أن “أمورا عديدة قد تم تحقيقها إلا أنه لم يتم تثمينها بالشكل الكافي” ، خصوصا بسبب التعقيد الذي يتسم به تفسير مؤشرات الجريمة التي شهدت تصاعدا “مهولا ” منذ مارس الفارط بسبب سياق الأزمة الصحية.

ولتجاوز هذه الصعوبات، تعهد وزير الداخلية مؤخر ا بأن وزارته ستقدم تقارير شهرية حول انعدام الأمن مع التركيز بشكل خاص على محاربة المخدرات والعنف الأسري والجنسي .

كما يعتزم جيرالد دارمانان تعزيز التدبير الأمني ، من خلال نشر المزيد من عناصر الشرطة في الشوارع ، فضلا عن زيادة الموارد التي توضع رهن إشارة قوات الأمن .

يبدو جليا أن النقاش الدائر حول انعدام الأمن سيكون صاخبا و سيطول أمده في فرنسا، أما المعارضة ، فهي عاقدة العزم على توظيفه كحصان طروادة في أفق الانتخابات الرئاسية لعام 2022.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.