مرضى السرطان حائرون.. ينتظرون تفعيل تدابير وإجراءات العثماني
بقلم الكاتب: محمد شروق
لست أدري هل أهنىء نفسي؟ وهل أهنىء لجنة العريضة المطالبة بإحداث صندوق لمكافحة مرضى السرطان؟ وهل أهنىء مرضى السرطان الفقراء المعوزين؟ وهل أهنىء رئيس الحكومة و الوزير المكلف بحقوق الإنسان..؟
لست أدري هل أفرح أم أؤجل فرحي إلى حين بعد أن علمت بخلاصات لقاء رئيس الحكومة سعد الدين العثماني مع وكيل لائحة العريضة عمر الشرقاوي.
فعلا،رئيس الحكومة رفض مطلب العريضة التي وقع عليها حوالي 44 ألف مغربية ومغربي، والقاضي بإحداث صندوق لمكافحة السرطان، ولكنه في نفس الوقت أعلن عن مجموعة من التدابير والإجراءات ستطلقها الحكومة قريبا للوقاية والعلاج من مرض السرطان ولدعم مرضى السرطان..
لقد أعلن عن ورش متعدد المحاور يدخل في إطار المخطط الوطني للوقاية وعلاج السرطان (2020-2029) لأن المخطط السابق 2010-2019 انتهى وننتظر الحصيلة بإيجابياتها وسلبياتها.
كما أعلن رئيس الحكومة عن قرار إحداث لجنة وطنية يترأسها رئيس الحكومة وتضم فاعلين مؤسساتيين ومهنيين وممثلين عن المجتمع المدني لتتبع هذا الورش الوطني وضمان حكامته.
وأنا محمد شروق كمحارب للسرطان منذ ست سنوات ورئيس لجمعية “نحن والسرطان”؛جمعية حقيقية ضد هذا المرض الذي لقبته بالجبان وعضو مؤسس للجنة الوطنية لعريضة الحياة ومؤلف كتاب “أنا والسرطان” الذي أصبح مرجعا في المجال..
لكل هذا وغيره،لا يمكن لي إلا أن أصفق لهذه المبادرة مع تقديم بعض الملاحظات الأساسية:
1.قبل إطلاق عريضة المطالبة بإحداث صندوق لمكافحة السرطان،كانت هناك عدة مبادرات منها على الخصوص نداء قوي من محاربات على شكل “هاشتاغ” “مبغيناش نموتو بالسرطان بغينا العلاج المجاني”،وهو النداء الذي لقي تجاوبا ومساندة على الصعيدين الداخلي و الخارجي.
2.لماذا تكلم رئيس الحكومة عن تعميم التلقيح صد سرطان عنق الرحم لكافة الفتيات في سن الحادية عشر سنة،ولم يتناول التلقيح ضد أنواع أخرى من السرطان التي تسجل أرقاما مرتفعة ببلادنا(سرطان الثدي لدى النساء وسرطان الرئة لدى الرجال)،وهل هي أصلا متوفرة؟.
3.بخصوص اللجنة الوطنية للوقاية من السرطان وخاصة في الجانب المتعلق بممثلين عن المجتمع المدني،لابد من التأكيد أن الجمعيات المغربية المعنية بالسرطان تنقسم إلى قسمين: أولا جمعيات أسسها مرضى سابقون ويقومون بأدوار مهمة يعرفها الخاص و العام،أولها تقديم الدعم النفسي والتوجيه للمرضى الجدد وعائلاتهم،علما أن أغلب هذه الجمعيات تشتغل بدون تمويل.
وللتذكير،فهذه الجمعيات بصدد تأسيس فيدرالية وطنية لتوحيد الجهود والأهداف.
وثانيا هناك جمعيات أسسها مهنيون أو أشخاص لا علاقة لهم بالسرطان،وهي جمعيات يمكن وصفها بجمعيات “بريستيج”.
4.كنت دائما أقول إن السرطان الحقيقي هو غياب التغطية الصحية المناسبة والبعد عن مركز العلاج وانقطاع الأدوية الباهضة الثمن وتخلي الزوج أو الزوجة أو العائلة عن الشخص المريض ولو أن المرأة تشكل الضحية الأولى.لذا فإن الوقاية من السرطان تنطلق من مكافحة أسبابه و جذوره.
5.صحيح أن العريضة تمرين ديمقراطي وتفعيل لدستور 2011،وأن التجاوب معها من طرف الحكومة أمر يدعو إلى التفاؤل المحسوب في انتظار تفعيل ما أعلن عنه رئيس الحكومة بحكامة وشفافية، وأن يتم فتح نقاش عمومي من أجل التعجيل بإخراج التدابير والإجراءات إلى أرض الواقع لأن السرطان ورم يتطور وينتشر ولا ينتظر ولا يحب التأجيل..