الذكرى ال64 لانطلاق عمليات جيش التحرير بجنوب المملكة مناسبة لاستحضار انتصارات قضية الوحدة الترابية
جورنال أنفو
قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السيد مصطفى الكثيري، إن تخليد الذكرى ال64 لانطلاق عمليات جيش التحرير في جنوب المملكة، مناسبة لاستحضار انتصارات قضية الوحدة الترابية المقدسة.
وأوضح السيد الكثيري، في كلمة ألقاها عن بعد، خلال لقاء نظم اليوم السبت في كلميم ، بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال64 لانطلاق عمليات جيش التحرير بجنوب المملكة ، أن تخليد هذه الذكرى هو مناسبة سانحة لاستحضار الانتصارات التي حققتها القضية الوطنية الأولى قضية الوحدة الترابية المقدسة، بعد العمليات البطولية التي أنجزتها القوات المسلحة الملكية بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية ورئيس أركان الحرب العامة، وذلك “بتطهير معبر الكركرات من فلول قطاع الطريق من حركة الانفصاليين”.
وأكد على ضرورة التذكير بالمواقف الوطنية المتجددة والمتواصلة لأسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير وتأييدها الدائم لمغربية الصحراء واستعدادها للدفاع عن حوزة الوطن والذود عن ترابه وأرضه، وهو ما عبرت عنه ، يضيف السيد الكثيري، بلغة “بليغة وحضارية”، أسرة المقاومة وجيش التحرير بإقليم كلميم وجهة كلميم واد نون عامة، في بيان تنديدي أصدرته يوم 20 أكتوبر الماضي، والذي أكدت خلاله على الموقف الراسخ والثابت حول قضية الوحدة الترابية المقدسة.
وأضاف المندوب السامي، أن أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، وهي تخلد هذه الذكرى، “تجدد ولاءها وإخلاصها للعرش العلوي المجيد، وتؤكد موقفها الثابت من قضية الوحدة الترابية غير القابلة للمساومة أو التنازل، وتجندها الدائم والمستمر وراء صاحب الجلالة من أجل إحباط مؤامرات الخصوم والأعداء الذين يستكثرون على المغرب ممارسة حقه المشروع بتثبيت سيادته على صحرائه المسترجعة، وتثمن المبادرة المغربية التي تحظى بالدعم من لدن المنتظم الدولي والمساندة من قبل البلدان الصديقة والشقيقة، وهي المبادرة القاضية بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية في ظل السيادة الوطنية”.
واستعرض السيد الكثيري، من جهة أخرى، تضحيات الساكنة المحلية و كفاحها في سبيل الدفاع عن الحرية و الاستقلال، مشيرا إلى أن الاحتفاء بهذه الذكرى التي تأتي في سياق تخليد الشعب المغربي للذكر ال 65 لعيد الاسيتقلال، والأعياد الثلاثة المجيدة، والذكرى ال 45 للمسيرة الخضراء ، فرصة لاستعادة صفحات من سجل كفاح هذه المناطق الأبية والسجل الزاخر بالأمجاد والروائع .
وأشار إلى أن انطلاق طلائع قوات جيش التحرير بالجنوب المغربي في يناير 1956 كان إيذانا بمرحلة جديدة من الكفاح الوطني للتحرير وتحقيق الوحدة الترابية المقدسة، وهكذا، يضيف السيد الكثيري، هب أبناء القبائل الصحراوية والمقاومون الوافدون من كافة الجهات ومناطق الوطن لخوض غمار المعارك والهجومات البطولية على امتداد ربوع واد نون والساقية الحمراء وواد الذهب.
وأبرز أن هذا الحدث هو “تعبير قوي وإعلان صريح عن إرادة العرش والشعب في مواصلة ملاحم ونضالات وبطولات جيش التحرير ومعه ساكنة هذه الربوع المجاهدة للتخلص من الاحتلال الاجنبي وتحرير ما تبقى من الاجزاء المغتصبة من الوطن”.
وتابع الكثيري، أن أبطال جيش التحرير اكتسحوا الأجزاء المغتصبة من التراب الوطني بالأقاليم الصحراوية لينجزوا ملاحم بطولية وانتصارات باهرة ، ومن هذه المعارك البطولية ، يضيف ، أم العشار والسويحات عام 1956 ، والرغيوة وواد الصفاف وأيت باعمران سنة ،1957 والدشيرة عام 1958 ، وغيرها من المعارك البطولية التي سجلت بمداد الفخر والاعتزاز صفحات تاريخية مجيدة وتليدة.
وأشار إلى أن المغرب ظل يطالب بتحرير أقاليمه الصحراوية من سيطرة الاحتلال الاجنبي حيث تمكن من استعادة مدينة طرفاية الى أحضان الوطن في 15 أبريل 1958 ، وبعدها مدينة سيدي إفني في 30 يونيو 1969 ، ثم توالت الفتوحات وتوجت بالحدث التاريخي “المفصلي والحاسم” بتنظيم المسيرة الخضراء التي أبدعتها عبقرية جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله تراه، والتي تكللت باستكمال الوحدة الترابية، وجلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية يوم 28 فبراير 1976 ليتم بعدها استرجاع اقليم واد الذهب في 14 غشت 1979 .
واعتبر أن هذه الفتوحات “الغراء” التي جسدتها المسيرة الخضراء هي “مصابيح تضيء جيلا عن جيل وملاحم الجهاد المقدس والتلاحم الوثيق بين عرش مجاهد أبي وشعب شهم وفي”، وهو ما يؤكد، على الموقف الوطني الثابت من سيادة المغرب على صحرائه وفق”رؤية استراتيجية متبصرة وحكيمة استمرارا على نهج روح المسيرة الخضراء” .
وسجل أن الاحتفاء بهذه الذكرى هو لاستحضار “أفضالها وأمجادها كذكرى غنية بالدروس والعبر المفعمة بالمعاني السامية والدلالات العميقة الداعية الى التحلي بقيم الوطنية الحقة والتمسك بمبادئ المواطنة الايجابية التي ما أحوج الاجيال الحاضرة والقادمة الى تمثلها وتملكها لاستيعاب مقاصدها ومضامينها التي تحث على التزود بملاحم الكفاح الوطني والنهل من منابعه الفياضة والاهتداء بأقباسه النيرة في تحقيق أهداف ومقاصد التنمية والتقدم ببلادنا”.
وتابع أن المندوبية السامية “لا تذخر جهدا من أجل التعريف بالأمجاد التاريخية وتسليط الاضواء على ملحمة الاستقلال ونضالاتها وبطولاتها وتدوين وتوثيق مضامينها وإبراز دلالاتها وتكريم رموزها وأعلامها وإشاعة رسائل الوطنية الحقة المواطنة الإيجابية في صفوف الناشئة والاجيال الجديدة لتتمسك بأقباس هذه الملحمة الخالدة والذود عن ثوابت الامة ومقدساتها”.
وأبرز حرص المندوبية السامية على تحسين الأوضاع المادية لأسرة المقاومة وجيش التحرير ، مؤكدا بهذا الخصوص، على أن المندوبية ما فتئت تولي اهتمامها البالغ بالاوضاع المادية والاجتماعية لقدماء المقاومين وجيش التحرير وأرامل الشهداء والمتوفين منهم وذوي حقوقهم.
وفي هذا الإطار، تم توزيع إعانات مالية لدعم إحداث وتوسيع مشاريع اقتصادية ذاتية لعدد من أبناء أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير بكلميم، حيث استفادت أربعة مشاريع ، وتعاونية إنتاجية فلاحية واحدة من دعم مالي يصل 122 ألف و880 درهم.
كما توزيع إعانات مالية على 19 مستفيدة من الأرامل بمبلغ إجمالي يصل 72 ألف درهم ، وكذا إعانات أخرى عبارة عن “إسعاف” لفائدة 91 مستفيدا بغلاف مالي يبلغ 91 ألف درهم .