جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

مستقبل دولة الرفاه محور نقاش الجلسة التاسعة ضمن “محادثات الحوارات الأطلسية”

جورنال أنفو

شكل مستقبل دولة الرفاه والرهانات والتحديات التي تواجهها في سياق أزمة (كوفيد-19) محور نقاش، اليوم الخميس، خلال الجلسة التاسعة من “محادثات الحوارات الأطلسية”، الذي ينظمه مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد تحت عنوان “دولة الرفاه في الجنوب الكبير؛ عودة الغائب الأكبر”.

وأكد السيد عبد الحق باسو، باحث بارز بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، في مداخلة بالمناسبة، أنه في إفريقيا فإن دولة الرفاه، على عكس مفهوم الدولة الضابطة، هي عبارة عن “نسق كامل”، مذكرا بأنه خلال فترة الاستقلال بالقارة الإفريقية، “انتظرت الشعوب من الدولة أن تضطلع بكافة المهام”.

واعتبر أن “الأمر يتعلق بإرث من الزمن الماضي، حيث نطالب الدولة بتوفير كافة المتطلبات، وفي المقابل “نلومها على كافة النواقص”، مضيفا أنه في ظل أزمات من قبيل تلك الناجمة عن (كوفيد-19)، “تتطغى مشاعر الذعر ويتطلع الجميع إلى الدولة”.

وعلاقة بمكانة هذا المفهوم بالمغرب ودوره أثناء بداية الأزمة الصحية لفيروس (كوفيد-19)، ذكر السيد باسو بالدعوة الملكية للتعبئة الوطنية من أجل مكافحة هذا الفيروس وإحداث الصندوق الخاص بتدبير الجائحة.

ولفت إلى أن “هذا الصندوق لم يحل كل المشاكل، غير أنه أتاح الفرصة لمساعدة ودعم جزء كبير من المجتمع المغربي، مؤكدا أنه “بفضل الدولة” تمكنت عدة أسر مغربية من قضاء شهر رمضان “في أجواء عادية” على الرغم من آثار الأزمة الصحية.

من جانبه، أشار رئيس بنك “Minas Gerais” للتنمية بالبرازيل، سيرخيو سوكودولسكي، إلى أن النقاش حول مفهوم دولة الرفاه والتحديات المتعلقة بتوطيدها تشكل “خصائص مميزة في سياق البلدان النامية”.

وعلاقة بالدور الذي تضطلع به دولة الرفاه في تدبير الجائحة، حث السيد سوكودولسكي “الدول والشعوب على الاستجابة بشكل أكثر فعالية لتلبية احتياجات السكان”.

كما أكد أن الأزمة المترتبة عن فيروس (كوفيد-19) كانت لها، من جهة، “تداعيات على الأنشطة الاقتصادية والتشغيل”، ومن جهة أخرى، أظهرت الحاجة إلى وضع “نماذج تنموية جديدة أكثر إنتاجية واستدامة وإنصافا”.

بدورها، اعتبرت مؤسسة ورئيسة المجلس التنفيذي للمنصة الفرنكفونية (LYDEXPERIENCE)، باتريسيا أهندا، أن مسألة دولة الرفاه “حاسمة” في ظل سياق الجائحة، وأنها تهم كلا من الجنوب والشمال.

وقالت “أعيش في بلد شمالي هو فرنسا، أرى أن هذا الوباء قد أعاد إلى طاولة النقاش مفاهيم كانت تعتبر قديمة أو بعيدة أو خيالية، مثل دولة الرفاه، وغيرها”.

وأضافت أن فرنسا، التي تعتبر في أوروبا، ولا سيما من قبل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، “بطلة دول الرفاه”، لم تستطع تجنب “التبعات الشديدة” للوباء.

وأبرزت أن “الجائحة أتاحت تبعا لذلك إمكانية مراجعة فكرة الفقر وتبديد الغموض بشأن مفهوم دولة الرفاهية”.

من جهته، أشار رئيس منتدى باماكو، عبد الله كوليبالي، من بين أمور أخرى، إلى أن واقع اشتغال دولة الرفاه في بلدان الشمال وفي بلدان الجنوب “ليس بالضرورة متشابها”.

وبالإضافة إلى ذلك، لاحظ خبير في تنمية القطاع الخاص، عادل المدني، أن هذا الموضوع أصبح “أكثر مركزية من ذي قبل” في سياق الوباء الحالي.

وأشار السيد المدني، الذي تطرق لهذا النقاش من منظور التعاون والتنمية، إلى أنه “يوجد اليوم إجماع عالمي متزايد على ضرورة ولوج الجميع للحماية الاجتماعية باعتبارها منفعة عامة شاملة”.

وقام بإدارة مجريات هذا النقاش، الذي عقد عن طريق تقنية التناظر المرئي، مؤسس المنصة الإعلامية “Trace and True Africa”، كلود غرونتسكي.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.