جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

أزيد من 31 مليون درهم رقم معاملات سلسلة الزيتون بجهة كلميم واد نون

جورنال أنفو

يدل رقم المعاملات الذي حققته سلسلة الزيتون في جهة كلميم واد نون والذي وصل خلال الموسم الفلاحي الحالي الى 31,2 مليون درهم على التطور المهم الذي عرفته هذه السلسلة بفضل عدة عوامل منها على الخصوص الاهتمام الخاص الذي تحظى به من قبل مخطط المغرب الأخضر  عبر عدة تدابير وتدخلات رامت تثمين السلسلة وتنميتها.

 

وكما ارتفع رقم معاملات هذه السلسلة من 2,3 مليون درهم سنة 2008 الى 31,2 مليون درهم هذا الموسم ارتفع أيضا حجم إنتاج الزيتون بجهة كلميم واد نون، وفق معطيات للمديرية الجهوية للفلاحة، من 547 طن سنة 2008 الى 5738 طنا هذا الموسم.

 

وإضافة الى هذه المؤشرات، سجل مؤشر آخر يتعلق بالتشغيل، إذ ساهمت هذه السلسلة أيضا في خلق مناصب شغل مهمة بالجهة، إذ وفرت خلال الموسم الحالي 111 ألف يوم عمل، مقابل 48 ألف يوم عمل، فقط سنة 2008.

 

وقد تضاعفت، أيضا، خلال العشرية الأخيرة المساحة المغروسة بأشجار الزيتون بالجهة لتصل 2404 هكتار حاليا، مقابل 1095 هكتار سنة 2008، ممتدة على واحات وضيعات، بأصنافها الثلاثة “البيشولين ماروكين” و”المنارة” و”الحوزية”.

 

وتتواجد معظم ضيعات الزيتون بجماعات أباينو، تكانت، بويزكارن، إفران الأطلس الصغير وتيمولاي بإقليم كلميم ، وجماعتي بوطروش وإبضر بإقليم سيدي إفني.

 

ولم يكن ليتحقق هذا الانجاز إلا بالمشاريع والموارد المالية التي وفرها مخطط المغرب الأخضر حيث تم التركيز على هذه السلسلة من أجل تثمينها وتحسين إنتاجيتها عبر الزيادة في المساحات المغروسة بأشجار ذات جودة عالية، والرفع من المردودية باعتماد التقنيات الحديثة من ري بالتنقيط واستعمال الطاقة الشمسية لجلب المياه، وكذا اعتماد تقنية التقليم والتشذيب.

 

وفضلا عن تقنيات الري بالتنقيط والطاقة الشمسية، ساهمت عوامل آخر في تحسين مردودية سلسلة الزيتون في العشرية الأخيرة ، منها على الخصوص إحداث وتجهيز ثلاث وحدات للتثمين اثنان منهم بجماعتي أباينو وتكانت، ووحدة بجماعة تيمولاي(في طور الإنجاز) ، بالإضافة إلى عملية مواكبة وتأطير المستفيدين البالغ عددهم حوالي 2145 مستفيدا.

 

ووفق ذات المعطيات، فقد وصل المبلغ الاستثماري الذي تم تعبئته منذ 2008 لإنجاز مشاريع وتدخلات لتثمين هذه السلسلة الى 33,55 مليون درهم .

 

وبالرغم من كل هذا، يبقى حجم إنتاج الزيتون لهذا الموسم ، بحسب مسؤولين ومهنيين “منخفضا”، وذلك راجع، بالأساس، لقلة التساقطات المطرية.

 

وللوقوف على مستوى التطور الذي شهدته سلسلة الزيتون، التقت وكالة المغرب العربي للأنباء بخالد لعواد، مستشار فلاحي بمركز الاستشارة الفلاحية بدائرة بويزكارن التابع للمديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية، بقلب ضيعة نموذجية بويزكارن (حوالي 35 كلم عن كلميم) تمتد على مساحة 16 هكتارا بها 3000 شجرة زيتون من صنفي “البيشولين ماروكين” و”المنارة”، مجهزة بتقنيات الري بالتنقيط والطاقة الشمسية.

 

وخلال هذه الزيارة الميدانية أكد المستشار الفلاحي، أن حجم إنتاج الزيتون لهذا الموسم سجل، بالرغم من ذلك ” تراجعا مقارنة بالمواسم الفارطة”، مرجعا ذلك بالخصوص، إلى ظاهرة التناوب أو ما يعرف لدى فلاحي المنطقة ب”المعاومة” (تناوب منتظم في الإنتاج من خلال تعاقب سنة من إنتاج وفير وسنة من إنتاج متدني) التي تشهدها الأشجار المثمرة وخاصة الزيتون.

 

ولم يفت المستشار الفلاحي وهو يرافق فريق الوكالة، أن يبرز أهمية سلسلة الزيتون بالمنطقة ، مشيرا إلى أن من مهام المستشارين الفلاحيين إرشاد وتحسيس الفلاحين بالقيام ببعض التقنيات الزراعية كتقليم الأشجار واستعمال الأسمدة العضوية والسقي بالتنقيط وذلك للحد من ظاهرة التناوب.

 

وأبرز أن المساهمة الفعالة لمخطط المغرب الأخضر توفر عدة مزايا من بينها تحسين جودة الإنتاج ورفع المردودية واقتصاد عملية استهلاك الموارد المائية.

 

من جهتهم، أجمع عدد من المهنيين وعمال فلاحيين، على أن منتوج الزيتون لهذا الموسم بالمنطقة كان “ضعيفا” خاصة بالواحات، معزين ذلك الى توالي سنوات الجفاف.، إلا أنهم أكدوا أن قطاع الزيتون يساهم بشكل كبير في تحسين الظروف المعيشية.

 

وتكتسي سلسلة الزيتون على مستوى الجهة أهمية سوسيو- اقتصادية وبيئية، لا يمكن تجاهلها ما يفرض تثمين هذه المؤهلات على نحو متزايد من أجل مساهمة أفضل لهذا القطاع في الاقتصاد المحلي.

 

وبالإضافة إلى كل هذا ، يساهم الزيتون في حفظ التوازن الإيكولوجي إذ يلعب دورا مخما في محاربة التصحر وانجراف التربة، لذلك أضحت هذه السلسلة تأخذ حيزا أكثر أهمية في الاختيارات الفلاحية للجهة وخاصة المخطط الجهوي الفلاحي المنبثق عن مخطط المغرب الأخضر.

.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.