زهور المرصاوي…جمعوية نذرت حياتها للحفاظ على البيئة
ترعرعت في عائلة محبة لكل ما يزين الأرض من نبات، مولوعة بالبيئة، قبل أن تحفر زهور المرصاوي لنفسها اسما بارزا في المشهد المدني للحفاظ على البيئة وإشاعة ثقافتها.
في مرحلة التقاعد، تحتفظ بابتسامتها العريضة في وجه كل العقبات. مارست زهور مهنة أستاذة لمادة الاجتماعيات لما يناهز ثلاثة عقود متواصلة، در ست خلالها أجيالا عديدة. يراودها حلم رؤية شرفات مخضرة ومزهرة، ومجال حضري تؤثته الحدائق وسياسات عمومية للعناية بالفضاء الأخضر، بينما يرتسم كهاجس لها تحدي التغيرات المناخية التي سببها سوء استغلال الفضاء البيئي وتقلص الأحزمة الخضراء.
حاولت تجسيد شغفها الأخضر في منزلها ونقله لأبنائها وتلامذتها، وللمواطنين والأطفال على وجه التحديد في حملات مدنية لنشر الوعي البيئي بأحياء مدينة فاس.
تعتبر غابة “عين الشقف” رئة يتعين حمايتها، مستعيدة قصتها مع شعابها التي اعتادت على مدى ربع قرن ممارسة رياضة الجري والمشي بها.
تدين زهور المرصاوي بهذا الأفق البيئي لقيم الأسرة التي نشأت بها ولإحدى صديقاتها المقربة التي داومت على توجيهها نحو الفضاء الأخضر لمقاومة الضغوط. ترن حتى اليوم في أذنها عبارة : “زهور عليك بالطبيعة”، خصوصا بعد إصابتها بمرض السكري. انفتاحها على المجال الطبيعي مشيا وجريا مكنها من التحكم في المرض و اكتساب عادة التأمل في جمال الكائنات.
دشنت نشاطها البيئي في البادية من خلال مبادرات الجمعية المغربية للتنمية الاجتماعية بجماعة “عين بوعلي”، ضاحية فاس قبل أن تنشط في جمعية أصدقاء غابة عين الشقف، والمنتدى المغربي للمبادرات البيئية حيث ساهمت إلى جانب أطر أخرى في إخراج برامج ومبادرات بيئية مهمة.
وفي إطار ودادية الإمام علي التي ترأستها في مرحلة معينة، أسست لتجرية ملفتة ساهمت في بناء مدرسة حقيقية لتكوين الأطفال والشباب، من خلال مبادرات بيئية للتشجير وغرس السلوك البيئي في صفوف الأطفال، والحرص على نظافة الحي.
وتأمل المرصاوي في زيادة الاهتمام بحدائق القرب التي رغم وجود العديد منها بالمدينة إلا أن العناية بها تظل ضعيفة، مع تكثيف حملات التشجير بالأحياء السكنية، ورفع شعار “حديقة لكل حي”.
وقادت الغيرة البيئية زهور إلى تخصيص جزء من وقتها لتأطير برنامج يبث على قناة إلكترونية بعنوان “بيئتي مسؤوليتي” تقوم فيه بتقديم إرشادات وتوصيات للحفاظ على المجال الإيكولوجي وحماية النباتات والأغراس، وشرح طريقة تصميم حديقة في الشرفات والعناية بها.
وتتطلع هذه الناشطة الى حماية أكبر لغابة “عين الشقف” وتطوير مرافقها الحيوية وتحسين مسارات المشي والركض لروادها، وتسييجها والعناية بالمحيط النباتي، لتتحول إلى مدرسة بيئية للتلاميذ.