تجدد المظاهرات في عدة مدن لبنانية والجيش يعزز انتشاره
دخلت الاحتجاجات الرافضة لتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في لبنان، وانهيار سعر الليرة، وجمود الوضع السياسي، يومها السابع حيث رفع الآلاف من المتظاهرين شعارات منددة بالطبقة السياسية، وأغلقوا غالبية الطرق الرئيسية في جميع أنحاء البلاد ما أدى إلى شل الحركة، فيما عزز الجيش والقوى الأمنية انتشارهما في شوارع المدن الرئيسية والعاصمة بيروت، خشية اقتحام أي مؤسسات حكومية من قبل المتظاهرين الغاضبين.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أمس الاثنين أن المحتجين أضرموا النيران في الإطارات ما تسبب في قطع محاور طرقية جنوب بيروت، أبرزها طريق المطار وفي مناطق الشمال، خصوصا طرابلس والبقاع شرقا وفي جنوب البلاد.
وسجلت الليرة في الأيام الأخيرة انخفاضا قياسيا غير مسبوق منذ دخول لبنان دوامة الانهيار الاقتصادي قبل عام ونصف العام، إذ اقترب سعر الصرف مقابل الدولار من عتبة 11 ألفا في السوق السوداء. وتسبب ذلك بارتفاع إضافي في الأسعار، دفع الناس للتهافت على المحال التجارية لشراء المواد الغذائية وتخزينها.
وحذر مرصد الأزمة في الجامعة الأمريكية في بيروت “من أن الأسوأ لم يحدث بعد”.
وتشكل تلك الاحتجاجات تطورا للأزمة المعقدة التي فاقمها انفجار بيروت المدمر في غشت الماضى، وأدى إلى استقالة حكومة حسان دياب، في حين لايزال رئيس الوزراء المكلف، سعد الحريرى، يكافح لتشكيل حكومة إنقاذ.
ورغم ثقل الأزمة الاقتصادية وشح السيولة، لم تثمر الجهود السياسية رغم ضغوط دولية عن تشكيل حكومة جديدة.
وبعدما هدد دياب بالتوقف عن ممارسة مهام تصريف الأعمال، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنه اجتمع، أمس، مع الرئيس ميشال عون وعدد من وزراء حكومة تصريف الأعمال وحاكم مصرف لبنان.
ويشهد لبنان منذ صيف عام 2019 أسوأ أزماته الاقتصادية التي أدت إلى خسارة العملة المحلية أكثر من 80 في المائة من قيمتها مقابل الدولار، وفاقمت معدلات التضخم وتسببت بخسارة عشرات الآلاف وظائفهم ومصادر دخلهم، فيما نضب احتياطي المصرف المركزي بالدولار.