إقليم خنيفرة: إحياء الذكرى المائوية لاستشهاد البطل موحى أوحمو الزياني
يخلد الشعب المغربي ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير وساكنة مدينة خنيفرة ، يومه الجمعة الذكرى المائوية لاستشهاد موحى أوحمو الزياني، أحد أبطال المقاومة والتحرير، وصانع بطولات وأمجاد معركة الهري الخالدة ، ” الذي يسجل له التاريخ بمداد الفخر والاعتزاز مواقفه البطولية وصموده الكبير في وجه القوات العسكرية الأجنبية الغازية”.
وبهذه المناسبة، أعدت النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بخنيفرة وفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمريرت برنامج أنشطة فكرية وثقافية، تؤثثه محاضرات وعروض ستلقى بتقنية التواصل الرقمي عن بعد.
وستتوج فعاليات هذا البرنامج الاحتفالي التكريمي التواصلي بتنظيم ندوة فكرية موسومة بـ: “حفريات في معركة لهري ودورها في تأسيس فعل المقاومة بالأطلس المتوسط”، يشارك في تنشيط فقراتها نخبة من الأساتذة والباحثين والدارسين والمهتمين بتاريخ الحركة الوطنية والمقاومة والتحرير.
وأبرزت المندوبية السامية ، في بلاغ بهذه المناسبة، أن هذه الفعاليات الاحتفالية والتكريمية تندرج في “إطار التعريف بتاريخ قبائل زيان المجاهدة والقبائل المجاورة لها، وإبراز دورها الريادي في ملحمة الاستقلال الخالدة، وتماشيا مع التعليمات المولوية السامية الداعية إلى الاعتزاز بأمجادنا وذكرياتنا الوطنية الخالدة ، واستحضار تضحيات شهدائنا الأبرار، شهداء الحرية والاستقلال والوحدة الترابية لاستلهام دلالات كفاحهم وجهادهم، والتذكير بتضحياتهم الجسام في سبيل إعلاء راية الوطن، وإذكاء الروح الوطنية الخالصة وتوطيد دعائم ارتقائه الموصول على درب الحداثة والديمقراطية والنهضة الشاملة والمستدامة”.
وجريا على التقليد الموصول خصصت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إعانات مالية ومساعدات اجتماعية للمنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير، خاصة الأسر الأكثر احتياجا في الظروف الاستثنائية التي تجتازها البلاد مع وباء كورونا كوفيد 19 “حرصا منها على تحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية والصحية والمعيشية”.
وتابعت أن أسرة المقاومة وجيش التحرير، إذ تخلـد الذكرى المائوية لاستشهاد البطل موحى أوحمو الزياني، في أجواء من الحماس الوطني والتعبئة الشاملة، ” لتؤكد على واجب الوفاء والبرور بالذاكرة التاريخية الوطنية وبرموزها وأعلامها وأبطالها الغر الميامين”.
وأضافت في هذا السياق أنها “في ذات الوقت، تحرص على إيصال الرسائل البليغة والإشارات القوية وإشاعة رصيد القيم الروحية والوطنية والمثل العليا ومكارم الأخلاق في أوساط وصفوف الشباب والناشئة والأجيال الجديدة والقادمة لتتشبع بأقباسها وتغترف من ينابيعها، ما به تتقوى فيها الروح الوطنية وحب الوطن، والاعتزاز بالانتماء الوطني لمواصلة مسيرات الحاضر والمستقبل تحت القيادة المتبصرة والحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لبناء وإعلاء صروح المغرب الجديد، مغرب الحداثة والديمقراطية والتنمية الشاملة والمستدامة والدامجة والتضامن والتكافل الاجتماعي”. وأكدت المندوبية السامية أنه بإحياء ذكرى استشهاد أحد أعلام الجهاد ورمزا من رموز الكفاح الوطني، “نستحضر ملاحم البطولة وتضحيات شهداء الكفاح الوطني في سبيل الحرية والاستقلال والوحدة الترابية، تجسيدا لقيم الوفاء لأرواحهم الطاهرة، وإشادة بأعمالهم الجليلة ونضالاتهم المريرة والمستميتة من أجل عزة الوطن وكرامته، والدفاع عن مقدساته الدينية وثوابته الوطنية، ومقوماته التاريخية والحضارية”.
وبالمناسبة توقفت المندوبية السامية عند السمات والأوجه المتعددة والغنية للشخصية الفذة للمقاوم التاريخي موحى أوحمو الزياني بطل معركـة الهري ” التي خاض غمارها المقاومون الأشاوس في 13 نونبر من سنة 1914، وسجلوا خلالها انتصارات باهرة على الجيوش الغازية التي تكبدت خسائر فادحة في العدة والعتاد والجنود”.
وذكرت أنه في يوم السابع والعشرين من شهر مارس سنة 1921، استشهد الوطني الغيور والمجاهد الجسور موحى أوحمو الزياني الذي هب منذ تنامي الأطماع الاستعمارية على بلادنا، إلى تحفيز وتعبئة الفلاحين وساكنة أعالي نهر أم الربيع حتى السهول الأطلسية، ويمم سنة 1908 صوب بلاد الشاوية لمؤازرة قبائلها والتصدي لجيش الاحتلال الفرنسي، ومن الشاوية إلى سهول سايس، وخاض معارك طاحنة بزمور وزعير، منها على سبيل المثال، معركة تافودايت في أبريل 1912 ببلاد زمور، ومعركـة أكوراي ببـلاد كـروان جنـوب مكنـاس فـي مـاي من نفـس السنة، ومعركة الزحيلكة بتراب زعير، ومعركة إيفران بسيدي عبد السلام، بتراب بني مطير في يونيو 1912، ومعركة وارغوس سنة 1913 بناحية وادي زم.
وأضافت أن أكبـر انتصـار حققــه البطل موحـى أوحمـو الزيانـي، هو الانتصـار الذي انتزعـه فـي معركـة الهـري الخالـدة فـي 13 نونبر1914 ، “هذه المعركة التي كان لها صدى عميق، ليس فقط في المغرب، بل كذلك في فرنسا.
وأشارت إلى الأحداث والمعارك النضالية الحاسمة التي تلت معركة الهري ، في مواجهة الاحتلال الأجنبي، “والتي أبلى فيها الشهيد موحى أوحمو الزياني البلاء الحسن، مناضلا صامدا وشامخا في سهول خنيفرة وفوق ضفاف نهر أم الربيع إلى أن التحق بالرفيق الأعلى شهيدا في معركـة أزلاك نتزمورت بجبل تاوجكالت يوم 27 مارس 1921، مسجلا أروع صور الإيمان القوي والتشبث المستميت بمقدسات الوطن وثوابته ومقوماته، ليظل مغربنا شامخا مرفوع الرأس وعالي الشأن ومهاب الجانب”.