“کوفید-19 والتعليم: الحصيلة والآفاق لتحصين المكتسبات”.. شعار الذكرى السادس عشر للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية
تخلد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، اليوم الثلاثاء، الذكرى السادسة عشر للإعلان عن انطلاقتها من طرف صاحب جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، تحت شعار “کوفید-19 والتعليم: الحصيلة والافاق لتحصين المكتسبات”.
وذكر بلاغ للتنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية أن هذه الذكري تأتي في سياق جائحة كوفيد- 19، وما يترتب عنها من انعكاسات اقتصادية واجتماعية لاسيما في مجال التعليم، بالرغم من المجهودات المبذولة من طرف قطاع التربية الوطنية.
وأشار البلاغ إلى أنه في هذا الصدد، يعتبر التعليم الجيد والشامل والمنصف من صميم أهداف المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كما ورد في الرسالة الملكية التي بعث بها جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الأولى للتنمية البشرية المنعقدة في شتنبر 2019 بالصخيرات.
وبغية تعزيز الرأسمال البشري، وضمان تكافؤ فرص التعليم، يضيف البلاغ، باشرت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مجموعة من التدخلات في هذا المجال ضمن برنامجها الرابع “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”، والذي يعد محور دعم التعليم الأولي في المناطق القروية أحد محاوره الرئيسية، نظرا لوقعه الكبير ومساهمته في تحسين الولوج إلى التعليم الابتدائي، وتحسين المسار التعليمي بشكل عام .
وأبرز المصدر ذاته أنه منذ إطلاق المرحلة الثالثة من المبادرة حتى الآن، تمت برمجة حوالي 6.200 وحدة للتعليم الأولي، وافتتاح ما يناهز 2600 وحدة لفائدة 75 ألف طفل، التحق منهم 18 ألفا بالسلك الابتدائي في الموسم الدراسي 2020 /2021 .
كما تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أهمية كبرى لتشجيع التمدرس والتفوق الدراسي ومكافحة الهدر المدرسي من خلال تعزيز الأنشطة الموازية والتوجيه والدعم المدرسي لفائدة التلاميذ المنحدرين من أوساط هشة. وفي هذا الإطار، تميزت سنة 2020 باقتناء 110 حافلات نقل مدرسي لفائدة أكثر من 10 آلاف تلميذ(ة)، وبناء وتهيئة وتجهيز وتسيير دور الطالب(ة) التي وفرت خدمات الإيواء لأكثر من 11 ألفا و400 تلميذ(ة). كما ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بكلفة مالية قدرها 110 مليون درهم، في تمويل المبادرة الملكية “مليون محفظة” لموسم 2021/2020، والتي استفاد منها أكثر من 4,5 مليون تلميذ وتلميذة مسجلين بالمستويين الابتدائي والإعدادي، والبالغ كلفتها الإجمالية حوالي 500 مليون درهم.
وأشار البلاغ إلى أنه ضمن مساهمتها في تدابير مكافحة تأثير وباء “كوفيد-19” على التعليم، أطلقت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2020، مشروع “برنامج أطفالنا”، يهدف إلى تطوير المحتوى التلفزي الرقمي من خلال تقديم أنشطة تعليمية وممتعة، والذي تم بثه على قناتي (الأولى) واليوتيوب، لضمان استمرارية خدمة التعليم الأولي خلال فترة الحجر الصحي الذي فرضته جائحة كوفيد -19.
كما مكن هذا المشروع من بث برامج تربوية وترفيهية خلال فصل الصيف، على شكل قافلة تجوب ربوع المملكة، من أجل تمكين الأطفال من التعرف على بلدهم بشكل أفضل من خلال مواضيع تتعلق بالتراث والجغرافية والثقافة والتاريخ.
وأكد البلاغ أنه بمناسبة هذه الذكرى السنوية، تنظم كل عمالات وأقاليم المملكة يوما احتفاليا تحت شعار “كوفيد-19 والتعليم: الحصيلة والافاق لتحصين المكتسبات”، حيث تعقد اللجن الإقليمية للتنمية البشرية لقاءات حول هذا الموضوع، والتدابير التي يجب اتخاذها في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك من خلال إشراك أعضاء اللجن الإقليمية للتنمية البشرية، ولا سيما السلطات المحلية، وممثلي قطاع التعليم والمجتمع المدني، قصد دراسة هذا الموضوع وإبداء اقتراحات عملية بشأنه.
وخلص البلاغ إلى أن هذه اللقاءات تتميز بتقديم تقرير عن إنجازات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية برسم سنتي 2019 و2020، لتسليط الضوء على الجهود التي تبذلها اللجن الإقليمية للتنمية البشرية، وتقاسم التجارب الناجحة ومناقشة الإجراءات المستقبلية من أجل تحسين تنفيذ برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.