ظاهرة احتلال الشواطئ من اورير إلى تغازوت وفوضى مرابد السيارات
محمد بوتلغت - روبورتاج
مواطنون عديدون يترقبون بشغف كبير، قدوم العطلة الصيفية بمعية اسرهم وعائلاتهم، إذ أصبحت سواحل أكادير من الوجهات التي تعرف إقبالا كبيرا في هذه الفترة لما تتوفر عليه من شواطئ جميلة وفنادق مصنفة سواء بوسط المدينة او بنواحيها في اتجاه الشمال. وتبقى منطقة تغازوت وشواطئها مغرية لهؤلاء المصطافين على طول الشريط الممتد من اورير إلى إمي ودار مرورا بتغازوت وأغروض.
إلا ان منحة الاستجمام والتمتع بلحظات صيفية مستحقة ينقلب الى محنة ومعاناة يومية وضغط مفرط يعكر فرصة العطلة لهذه العائلات، بسبب انتهازية بعض محتلي الملك العمومي بهذه الشواطئ الذين ينشرون الشماسات والكراسي وغيرها دون فسح مجال لمن يستقدم لوازمه من المصطافين. ويعمدون إلى تسخير أشخاص من ذوي السوابق العدلية مما يجعل المشاداة والمشاكسات تنتهي لصالح زبانية هذه المافيات في غالب الأحيان.
معاناة المصطافين لا تقف عن هذا الحد، بل هناك اختلالات أخرى تعرفها مرابد السيارات في هذه الفترة بالذات، خاصة بتغازوت وإمي ودار، حيث يصبح حراس المرابد أسياد الموقف ويرغمون أصحاب السيارات على أداء اثمنة جزافية لركن سياراتهم دون مراقبة السلطات المختصة. وقد تفاجأ المصطافون المعتادون على اختيار منطقة تغازوت كوجهة للاستمتاع بالبحر بإغلاق الشاطئ عند النقطة الكيلومترية 15 باعتبارها منطقة خاصة حسب تعبير مسؤول من الشركة. وبهذا الإجراء، لا يمكن للمصطاف الولوج إلى البحر إلا بأداء تسعيرة 10 دراهم بدل 5 كما اعتاد المصطافون على ذلك منذ سنوات، وهو ما أجج غضب المتضررين.
هذا، و طالب هؤلاء من الجهات المختصة التدخل على عجل لوضع حد للتسيب الذي يطغى على مرابد خلقت لخلق ثروة ستدهب لجيوب أصحابها.
الا ان الجهات المعنية ألفت لعب دور النعامة بحيادها الذي يطرح أكثر من تساؤل وتأويل لكون هذا الحياد يخدم مصلحة أشخاص محظوظين باستغلال هذه المرابد الموسمية، ويضر يمصلحة المواطن، خاصة وأن معضلة إيجاد مكان لركن السيارة يعد عملة نادرة يستغلها هؤلاء في جني أرباح طائلة على حساب راحة وميزانية المصطافين الذين صرح أغلبهم بعدم عزمه العودة مجددا لقضاء العطلة بهذه المناطق والتي تتحول إلى جحيم يومي بسبب مافيا احتلال الملك العمومي وحراس المرابد والبحث عن وجهات بديلة داخل وخارج الوطن، خاصة مدن شمال المملكة او حتى اسبانيا، حيث يعترف جل المصطافين بكون المصاريف هناك أقل والراحة أكثر طيلة العطلة.
وحسب معاينتنا لهذه الظواهر بشواطىء عدة مناطق من أورير إلى إمي ودار، رصدنا صحة أقوال المصطافين، ووقوفنا على عدة الاختلالات، ابرزها افتقار الشواطئ للمرافق الضرورية من مراحيض عمومية ولو موسمية على غرار شواطئ مدينة أكادير ناهيك عن غياب رشاشات الماء، إضافة الى ضعف الأمن بهذه الشواطىء التي تعرف اكتظاظا كبيرا كل صيف، خاصة وأن هناك ظواهر تستوجب حضورا أمنيا سريعا بسبب الاحتكاكات التي تنشب من حين لآخر، بين حراس المرابد والسياح المغاربة.
كما لاحظنا بشاطىء إيموران ضعف التواجد الأمني، فباستثناء الحضور المستمر لعناصر القوات المساعدة المكلفة بحراسة الحدود، فإن تواجد خيالة الدرك الملكي نادر نسبيا، نظرا لقلة عناصرهم التي تجوب الشاطىء على طوله مما يجعل الدورية غير كافية ليحس المصطافون بالتواجد الأمني، خاصة وأن هناك البعض من مرتادي الشاطىء يخلون بالحياء ويمارسون أفعالا تزعج العائلات.