المغرب منخرط بحزم في التفكير العالمي حول التعافي بعد “كوفيد-19”
جورنال أنفو
أكد برلمانيون مغاربة، أمس الخميس على هامش مشاركتهم في جلسة الاستماع البرلمانية لـ2022 بالأمم المتحدة، أن المغرب منخرط في التفكير العالمي حول حلول ملموسة قادرة على تعزيز التعافي في مرحلة ما بعد (كوفيد-19) في إطار من الاستدامة والمرونة.
وقال مصطفى الرداد، من فريق التجمع الوطني للأحرار، إن البرلمانات مطالبة، في وقت يتسم بأزمة صحية دامت لأزيد من سنتين، بكل تداعياتها الشاملة، بالانخراط في تفكير جدي بهدف التغلب على المخاوف التي تواجهها البشرية.
وشدد على ضرورة المشاركة الكاملة في هذا التفكير الجماعي داخل الاتحاد البرلماني الدولي، والتصدي بقوة لـ »التغيير الجذري » الذي فرضته أزمة صحية غير مسبوقة ناجمة عن وباء فيروس كورونا، مبرزا، في هذا الصدد، أنه من الضروري إجراء « تشخيص شامل » للوضع قبل الانتقال إلى العمل من خلال مقترحات ناجحة.
كما أكد الرداد، وهو عضو في الاتحاد البرلماني الدولي، ضرورة اعتماد رؤية شاملة تقود إلى إجراءات ملموسة وأهداف جد محددة « لتذليل العقبات » وتمهيد الطريق للتعافي الذي طال انتظاره.
من جهته، أكد عمر احجيرة، العضو في الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، أن أهمية الاتحاد البرلماني الدولي تتجلى في معالجة القضايا التي تواجه الشعوب لا سيما في أعقاب الأزمة الوبائية وتقديم حلول « واقعية وعاجلة »، مبرز أن العالم يواجه اليوم « أزمة معولمة » عابرة للحدود.
وقال حجيرة، وهو أيضا عضو في الاتحاد البرلماني الدولي، إن الوقت قد حان للتفكير في « بدائل اقتصادية » واقتصادات إقليمية في إطار الجهد العالمي الرامي إلى التغلب على تأثير الوباء وكذا التحديات المرتبطة أساسا بالهجرة والتفاوتات الاقتصادية والتغيرات المناخية.
وفي السياق ذاته، أشار فؤاد القادري، النائب الثالث لرئيس مجلس المستشارين وعضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، إلى أن البرلمانات تضطلع بدور محوي في هذا التفكير العالمي، لأن هذه المؤسسات، علاوة على وظيفتها التشريعية ومراقبة عمل الحكومات، هي بالأساس تمثل صوت الشعب.
وأبرز، في هذا الصدد، الأهمية التي يكتسيها تبادل الأفكار حول التعافي المستدام من وجهة نظر البرلمانات التي تدرك مطالب واحتياجات شعوبها، مضيفا أن انخراط جل الفاعلين من شأنه تقديم حلول والعودة إلى طريق التنمية نحو الاستدامة والمرونة.
من جانبه، أكد كمال أيت ميك، عضو فريق التجمع الوطني للأحرار، الذي تطرق في مداخلة له خلال جلسة نقاش، إلى إدماج الشباب وأهمية العدالة بين الأجيال، أن فئة الشباب تأثرت، بسبب التداعيات الحادة للأزمة الوبائية، في ما يتعلق بحقها « غير القابل للتصرف » في الكرامة والعدالة الاجتماعية، مشيرا إلى أن « أي يتعافي يظل غير ممكن إذا لم يرتكز على سياسات عمومية ناجعة ودامجة من إعداد الشباب وموجهة للشباب ».
ويضم الوفد المغربي، الذي يشارك في هذا الحدث المنعقد على مدار يومين حول موضوع « تعبئة الدعم السياسي ووضع تدابير شاملة لتحقيق الانتعاش المستدام »، أيضا السادة حسن شوميس عضو فريق الأصالة والمعاصرة، وعبد الواحد درويش مستشار عام مكلف بالدبلوماسية البرلمانية.
وتهدف جلسة الاستماع البرلمانية لعام 2022، والتي تعد مبادرة مشتركة بين الاتحاد البرلماني الدولي ومكتب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى تعميق النقاش العالمي في الأمم المتحدة وفي عواصم العالم حول التنمية المستدامة في سياق يتسم بأزمة صحية غير مسبوقة ناتجة عن وباء (كوفيد-19).
كما تهدف هذه الجلسة إلى تحسيس الحكومات والبرلمانات ومنظومة الأمم المتحدة بشأن آفاق التدابير الحاسمة التي يستوجب وضعها لتحقيق انتعاش اقتصادي لمرحلة ما بعد الجائحة والاستجابة لمطمح إرساء مجتمعات دامجة لأسس تنمية مستدامة لفائدة الأجيال القادمة.
وتولي جلسة الاستماع البرلمانية لعام 2022 أهمية خاصة لقضايا المساواة والشراكة بين الرجال والنساء.
تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد البرلماني الدولي تأسس سنة 1889 من قبل فريق من البرلمانيين مهتمين بتعزيز السلام من خلال الدبلوماسية والحوار البرلماني، وأصبح منذ ذلك الحين المنظمة العالمية للبرلمانات الوطنية. ويضم 178 برلمانا عضوا و14 عضوا منتسبا وعددا متزايدا من البرلمانيين من جميع أنحاء العالم الذين يشاركون في أشغاله.
وتتمثل أهدافه في تعزيز الحكامة والقيم الديمقراطية والسلام وتمكين الشباب والتنمية المستدامة من خلال الحوار السياسي والتعاون والعمل البرلماني.