مغاربة العالم يدينون السلوك الشنيع للرئيس التونسي باستقبال زعيم الانفصاليين
جورنال أنفو
أدان مغاربة العالم التصرف الغير عقلاني لرئيس تونس قيس السعيد، بعد استقباله زعيم الجبهة الانفصالية “البوليساريو”، معتبرين سلوكه بالعدواني والإستفزازي، الذي يبرهن عن ضعفه الديبلوماسي وتورطه في مخططات جنرلات الجارة الجزائر.
وأعتبر البلاغ الصادر عن المرصد الأوروبي المغربي للهجرة، أن هذا العمل سيغير لامحال طبيعة العلاقات بين كل مكونات الشعب المغربي وجمهورية قيس سعيد، باعتباره خطوة حمقاء لامسؤولة من جهته، كما وتعتبر إهانة لجميع الفاعلين السياسيين والمدنيين من المواطنين المغاربة داخل وخارج الوطن، ووشمة عار في حقهم.
ويستنكر المرصد الأوروبي المغربي للهجرة هذا الموقف المقصود ضد مصالح المغرب، ويهيب بكل الغيورين على سمعة هذا الوطن العزيز من أجل التحرك العاجل داخل وخارج البلد لوضع حد لهذه المهزلة التي يتخبط فيها الشعب التونسي الشقيق، جراء تورطه لتصرف الرئيس قيس سعيد تماما كما ورطه في إختطاف ثورته والإنقلاب عليها وهدمه لمؤسسات الدولة، وتلطيخ هيبتها.
كما طالب المرصد الأورو مغربي للهجرة بضرورة توضيح الإعتبارات الخارجية التي وقفت خلف السلوك المتهور للرئيس قيس سعيد، وإزالت الغموض تماما حول التطورات الخارجية حول ملف الصحراء المغربية بمضمونها أو توقيتها، وكذالك حول المتغيرات الدولية والإقليمية ونوعية التحديات الأمنية المستجدة قبل زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر نهاية شهر غشت الحالي، وبعد الرسالة الملكية الأخيرة في خطاب 20 غشت قائلا : “أوجه رسالة واضحة للجميع: إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشركات”.
ويضيف البلاغ، “إننا لا نستغرب لإصطفاف الرئيس قيس سعيد مع أعداء الوحدة الترابية، لكننا نندهش للموقف الغير المتوقع من دولة تونس وخاصة بعد الموقف الشجاع لجلالة الملك محمد السادس شهر ماي 2014 المتمثل في زيارته لدولة تونس، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد ومباشرة بعد خروجها من محنة الربيع العربي، حيث أعتبرت إستضافة جلالته من قبل الشعب التونسي وإلقاء خطابه الشهير من داخل برلمانهم دعما سياسيا قويا وإجتماعيا فريدا من نوعه، تقوت به كل مكونات الشعب التونسي في مشروع البناء الديمقراطي لديها”.
وأشار بلاغ المرصد، أن المغاربة اعتادوا على مدى 45 سنة، على موقف الحياد من دولة وشعب تونس في صراعهم مع الجنرلات الجزائريين من النزاع المفتعل حول صحرائنا، لكن وبعدما طلب جلالة الملك من توضيح الموقف من الدول القريبة والبعيدة من قضية الصحراء المغربية في خطابه الأخير، خرج الرئيس قيس سعيد وعلى غير العادة ليفتح على نفسه وعلى الشعب التونسي خطر العزلة السياسية، من قبل المغرب وكل الدول المؤيدة لقضية الصحراء المغربية بما فيها أمريكا، إسبانيا، ألمانيا، دول الخليج العربي.
مضيفا، الرئيس قيس سعيد لم يفهم أن الجنرلات ومعها البوليساريو لن تعطي أكثر وهدف الجنرلات هو نسف كل مقومات الديمقراطية لدول الجوار وإفتعال الحروب من أجل التحكم في منطقة شمال إفريقيا، ولم يدرك كذلك أن من وراء تصرفه هذا سيعرض المصالح الحيوية الكبرى لتونس إلى الهلاك، وسينتج عنها تبعات لايحمد عقباها، فهو لا محال إنتحر ديبلوماسيا وإنشلت مواقفه بالمنطقة وضعفت مكانته إفريقيا.
وقال المرصد عبر البلاغ، “نحن هنا بصدد إرث طويل من العلاقات المتشابكة بين الشعب المغربي والشعب التونسي، وواقع تتداخل فيه الأمني مع السياسي مع الإجتماعي والعقائدي على نحو يصعب تفكيكه، ثمة عدد من المسؤوليات والاتفاقيات،
لكن في مساحة السياسة والشأن الوطني الخارجي للمغرب، هناك حاجة لخطة زمنية متدرجة، قد تستغرق شهور قبل أن تعتمد الدولة المغربية على تنفيدها. لذلك نحتاج وبسرعة لترتيبات في الصفوف الأمامية للبدء في عملية التكيف مع المتغيرات الإقليمية الجديدة بمنطقة شمال إفريقيا، حتى لا نواجه حالة من التردي تؤثر سلبا على أداء نجاحنا وتقدمنا في أقاليمنا الجنوبية”.
وطالب المرصد الأوروبي المغربي للهجرة، كل مكونات مغاربة العالم وكل الجهات المسؤولة في الدولة المغربية وعلى رأسهم السفارات والقنصليات، في إطار ما فتئ ينادي به جلالة الملك في نصرة القضية الوطنية، بتنظيم وقفات إحتجاجية وبأسلوب حضاري يراعي قوانيين دول الإقامة بالتنديد بالاسلوب الغير المقبول الذي فعله الرئيس قيس سعيد في حقنا نحن المغاربة قاطبة.
وفي ختام البلاغ وكما أشار جلالة الملك في خطاب 20 غشت الأخير، تجدر الإشادة بمجهودات فئة عزيزة من الشعب المغربي في الخارج ( 5 ملايين من المغاربة ومئات الألاف من اليهود المغاربة) مجهودات تعبر وبعمق عن تعلقها بالمقدسات الدستورية للمغرب وبوحدته الترابية، مجهودات لن تسمح لأي كان أن يمس شبر واحد من صحرائنا الغالية، مجهودات لن تسكت لاعلى سلوك الرئيس قيس سعيد ومن معه مهما كان.