إنها ليلة القدر..
جورنال أنفو – فؤاد خادم
انتصف شهر رمضان وهاهي العشر الأواخر منه على الأبواب ليلة القدر فيها وعد وموعد عظيم ، عزة الليالي في عزة الشهور ، سلام هي حتى مطلع الفجر، صافية خالية من كل افة وشر .انزل الله فيها القران الكريم ، اخبر وقدر خيرها بألف شهر ، فيها يكتب ويقدر كل أمر محكم لايبدل ،ويفصل فيها كل خلق وأجل ورزق وعمل الى مثلها من العام القادم ، ليلة ينكشف فيها سر الملكوت وسلطانه.
اختلف العلماء والمفسرون في اساس تسمية هذه الليلة بليلة القدر ، لغة فهي تتكون من لفظين : ليلةوهي محددة في الزمان من غروب الشمس الى طلوع الفجر واللفظ الثاني القدر ، وهو مصدر قدر يقدر قدرا ، عبارة عما قضاه الله وحكم به من الأمور ،وقيل هو كون الشئ مساويا لغيره من دون زيادة ولا نقصان ، وقدر الله هذا الامر قدرا اذا جعله على مقدار ما تدعو اليه الحكمة. .
شرعا سميت هذه الليلة بليلة القدر:
— لان الله سبحانه وتعالى يقدر فيها ما يشاء من أمره ويفرق كل أمر حكيم الى مثلها من السنة القابلة .
— لان الله سبحانه وتعالى انزل فيها قرأن ذا قدر على رسول ذي قدر وخص بها امة الاسلام ذات قدر .
— لأنه من لم يكن له قدر ولا شأن اذا احياها واقامها احتسابا يصير ذو قدر ومكانة عند الله .
–سميت كذلك أيضا لأن الأرض تضيق بالملائكة مصداقا لقوله تعالى :”ومن قدر عليه رزقه “أي ضيق .
والراجح ان قدرها يأتي من مجموع كل هذه المعاني .
أما عن فضل وخيرية هذه الليلة فهو مسطر مشمول في سورة القدر فهي ليلة مباركة كلها بركة ويمن ، أنزل الله فيها القران ،و التعبد فيها خير من ألف شهر ، ليلة ينزل فيها جبريل -عليه السلام – ومعه الملائكة باذن ربهم من كل امر ، يصلون ويسلمون على كل عبد قائم او قاعد يذكر الله ،وهي رحمة وسلام على اولياء الله وأهل طاعته المؤمنين.
أما عن ميقاتها وزمنها فالشاهد أن، تحديد ليلة القدر على وجه القطع واليقين هو دون دليل يخالف القياس والاجماع والمقاصد الشرعية فلحكمة لايعلمها الاالله سبحانه لم يشأ تحديدها تحديدا دقيقا واضحا ، واخفى وقتها لينعم المسلمون بطلبها والتماسها في جميع ليالي رمضان، والراجح عند علماء وفقهاء الامة استنادا واسترشادا لما لمح به رسول الله صلى الله عليه وسلم انها ليلة رمضانية تقع في الليالي الوتر من العشر الأواخر فيه وارجح الاوثار ليلة السابع والعشرين منه .
في الختام ونحن على موعد مع هذه الليلة المباركة نسأل الله فيها العفو والمغفرة وألا يحرمنا من خيرها فنكون من المحرومين
ننعم فيها بالخير والكمال كله لتقوى النفس عن التقوى.