الدبلوماسية تروج لفرص الاستثمار المغربية في كوريا الجنوبية
جورنال أنفو
تم تقديم مؤهلات المغرب كوجهة مميزة، معززة بالاستقرار الاقتصادي والسياسي المشهود له بالتكامل في دوائر العولمة، للمستثمرين الكوريين الجنوبيين، خلال ندوة نظمت بالعاصمة “سيول”.
وأبرز شفيق رشادي، سفير المغرب لدى كوريا الجنوبية، خلال اعطاءه انطلاقة هذا اللقاء الذي تميز بالمشاركة النشطة للعديد من المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين لهذه القوة الاقتصادية الآسيوية الرابعة، التقدم الذي حققه المغرب في طريق مسلسل التحول، بقيادة الملك محمد السادس.
وأشار السفير إلى أن هذا المسلسل مكن من ترسيخ مكانة المغرب كحاضنة للأعمال، يستمد قوته من استقراره السياسي والاقتصادي، وروح الابتكار، ومرونته في مواجهة الصدمات الخارجية، واندماجه الناجح في دوائر العولمة.
وأكد السفير أن المغرب يوفر بشكل ملموس، للمستثمرين الكوريين الجنوبيين، ومستثمرين آخرين، بيئة اقتصادية مستقرة ومواتية للاستثمارات، مدعومة بامتيازات نسبية، ونمو اقتصادي قوي.
وعلى المستوى الجيوسياسي، فإن موقع المغرب على ملتقى طرق بين عدة قارات، يعزز مكانة المملكة على الساحة العالمية للاستثمارات، حيث يعتبر البلد بوابة دخول نحو أسواق تضم حوالي ملياري مستهلك.
وسجل السيد رشادي على أن السياق الذي تنعقد فيه الندوة أكثر من موات، لأنها تقام يقام في أعقاب الاحتفال (سنة 2022) بالذكرى الستين لإقامة للعلاقات الدبلوماسية بين المغرب وكوريا الجنوبية، مشيرا إلى أنها تأتي أيضا بعد نهاية جائحة كوفيد-19، وهو الأمر الذي يتعين أن يفتح فرصا جديدة لنسج شراكات مبنية على أساس الدروس المستفادة، على الخصوص، من الأزمة الصحية.
وشدد الدبلوماسي على أن المغرب وكوريا الجنوبية خلال هذه الفترة، لم يتمكنا فقط من تدبير التحديات، لكن تحويلها إلى فرص، لن تجعل آفاق شراكتهما سوى أكثر جاذبية، لافتا في هذا السياق إلى أن مؤهلات المغرب، ومن بينها البنية التحتية المتطورة، واتفاقيات للتبادل الحر أكثر تنوعا، تخدم مصالح شراكة اقتصادية مغربية كورية جنوبية في مستوى متانة العلاقات السياسية والدبلوماسية التي جمعت البلدين على الدوام.
وفي إطار تفاعلي، أعطى للندوة ب عدا فريدا للتواصل، قدم رؤساء الشركات الكوريين الجنوبيون العاملون بالمغرب أمام الحضور “قصص نجاحهم” على أرض المغرب.
وشكلت المداخلات المختلفة للمستثمرين الراغبين في دراسة السوق المغربي لتكوين فكرة واضحة، تم تقديمها من طرف مواطنيهم، عن الفرص التي يتيحها المغرب، وضمانات النجاح، في بلد لا تحتاج نجاحاته وامتيازاته الاقتصادية لأي دليل.
وهكذا، قدم أوه سينان أوزتورك، رئيس تحالف الأعمال العالمي شهادة سلط فيها الضوء على مكانة المغرب كمنصة تتيح الولوج لأسواق واسعة، مسجلا أن الأمر يتعلق بخصوصية فريدة للمغرب يتعين على المستثمرين الكوريين الجنوبيين الذين يبحثون عن فرص مؤكدة استغلالها.
وأوضح أوزتورك أن المغرب عرف خلال العقدين الأخيرين تطورا ملحوظا جدا مهد الطريق لصعود صناعي تحقق في وقت قياسي، معربا عن استعداده لتقديم التجربة الناجحة لمجموعته في المغرب للشركات الكورية الجنوبية التي تبحث عن أسواق أكيدة مثل المغرب.
من جهته توقف هيون تشانغ سيونغ، رئيس شركة هاندز، أكبر مستثمر كوري بالمغرب، وأحد 3 رواد عالميين في صناعة طوق الألومنيوم لعجلة السيارات (جنط) عند “الحلم المغربي”، وهو تعبير يلخص كل فرص التوسع التي يتيحها المغرب أو “بيت القوة” الافريقي المقدم للمستثمرين.
يذكر أن شركة هاندز أطلقت سنة 2018 بطنجة، أول موقع إنتاج لها في إفريقيا باستثمار قدره 472 مليون دولار، وهي الوحدة الصناعية السابعة للمجموعة بعد خمسة أخرى تعمل في كوريا، وواحدة بالصين.
وتمت دراسة جميع الجوانب من أجل الاستقرار بالمغرب من طرف المستثمرين الكوريين الجنوبيين المعروفين بحسهم العالي في ريادة الأعمال، كما تم دراسة العلاقات مع المصالح العمومية المغربية. ووصف وان يونغ سونغ، رئيس شركة “يونغ-أي ان اتش “، المتواجدة لأكثر من 30 سنة بالمغرب، هذه العلاقات بأنها سلسة.
وشدد سونغ الذي تتخصص شركته في تسويق الفوسفاط ومشتقاته في جميع أنحاء العالم، على أنه تم اتاحة كل شيء للمستثمرين لتسهيل عملياتهم بالمملكة. ولعبت المجموعة دورا خاصا في إدخال منتجات الفوسفاط المغربي للسوق الآسيوية.
واستأثر قطاع الألعاب والترفيه أيضا، الذي يبرز تنوع السوق المغربي، باهتمام المستثمرين الكوريين الجنوبيين.
وتم تسليط الضوء على الأهمية المتزايدة للقطاع من طرف يونغ موك بارك، رئيس “بروكسي بلانيت و سيبيرفليك” ومدير العمليات بـ “فولكانو دايفر”.
وأبرز هذا الأخير، الذي كان مرفوقا برؤساء 7 شركات كورية متخصصة في هذه الصناعة التي ما فتئت تتزايد قوتها، الأهمية المتنامية للقطاع ضمن صناعة التكنولوجيات، وصعود المغرب كسوق جديد للمستهلكين وفاعل في مجال الرياضة الإلكترونية.
وتبدي عدة شركات كورية جنوبية اهتماما كبيرا بمشروع “مدينة الرباط للألعاب” الذي يتطلع لأن يصبح أكبر مركز في هذا القطاع في الشرق الأوسط وافريقيا.
ويبقى تقديم هذا القطاع للمستثمرين الكوريين الجنوبيين مقاربة وجيهة جدا، حيث تحتل كوريا الجنوبية المركز الرابع عالميا في إنتاج ألعاب الفيديو، والأول في ألعاب الهاتف المحمول عبر الأنترنت.
من جهة أخرى تم التركيز بشكل خاص على الإمكانات السياحية للمغرب، سيما بالأقاليم الجنوبية للمملكة، من خلال تقديم مجلة صور من إنتاج لي هيجة.
وتسافر المجلة التي أنجزتها الفنانة الكورية الجنوبية، بصورها الرائعة في رحلة مليئة بالألوان، وسحر المناظر الطبيعية للجنوب المغربي، بكثبانه الرملية الذهبية، والحايك الصحراوي، والبناء، وخصوصا كرم الضيافة المغربي.