لدغات العقارب السامة.. كابوس يؤرق سكان العالم القروي ومطالب بتوفير الأمصال المضادة
جورنال أنفو
ككل سنة، من فصل الصيف، تتواتر أخبار عديدة حول وفايات بسبب لسعات العقارب في صفوف الأطفال والرضع بمختلف مناطق المملكة المغربية وخصوصا في العالم القروي.
وبعد وفاة طفلة بسبب لسعة عقرب بمنطقة الخملية نواحي مرزوكة، قبل أسبوعين، تناقلت فعاليات خبر وفاة طفل عمره سنة بقصر تيكرنا بجماعة ألنيف بإقليم تنغير، قبل يومين، متأثرا بمضاعفات لسعة عقرب باغتته حين كان نائما في ساحة البيت.
الخبران أعادا سؤال العرض الصحي بجهة المغرب الشرقي إلى الواجهة، واستدْعَيا أيضا الجهود الرسمية المبذولة لحماية الطفولة وحماية الحق في الحياة.
وتفاعلا مع الموضوع، دقت فعاليات جمعوية ناقوس الخطر، بعد تسجيل حالات كثيرة للسعات العقارب، وصلت حد الوفاة، وذلك ورغم تنبيهات المجتمع المدني منذ سنوات لعدم توفر المناطق القروية ببعض جهات المملكة على حصة من الأمصال بالمقارنة مع مناطق أخرى.
وتنادي أصوات عدية بضرورة التفكير في سبل فك العزلة عن هذه المناطق، خصوصا العالم القروي، عبر توفير سارات الإسعاف لنقل المصابين بشكل مستعجل نحو المراكز الصحية الجهوية لتلقي العلاجات اللازمة.
وارتفعت مطالب بضرورة التنسيق بين فعاليات المجتمع المدني والجهات الرسمية لحماية الأطفال بالجنوب الشرقي ومختلف المناطق المعرضة لهذا الخطر الصيفي.
ومن جهته، أكد محمد خصال، المدير الجهوي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بجهة درعة تافيلالت، أنه متتبع بشكل يومي للمخزون المتوفر من الأمصال في المستشفيات الإقليمية والجهوية.
وأوضح أن الأمصال متوفرة بشكل كاف، لكنها تبقى منحصرة في المستشفيات الإقليمية، لكون الأمصال مهمة حصرية للأطباء المتخصصين ولقسم المستعجلات ومصلحة الإنعاش والتخدير، والعديد من المراكز الصحية ليس فيها أطباء، فقط ممرضون.
وشدد المتحدث على أن التطور في تشخيص اللدغات واللسعات صار يتيح للمختصين معرفة نوع العقرب أو الأفعى، دون الحاجة إلى قتلها وإحضارها، نظرا للتوفر على معطيات دقيقة عن المناطق وأشكال الزواحف والحشرات السامة المنتشرة فيها.
مضيفا أن حتى التدخل يكون عبر مراحل، بحيث هناك مرحلة أولى للإصابة بلسعة العقرب، لا تسجل خطورة، وتُسبب فقط ألما أو انتفاخا أو احمرارا، وهذه يتم التعامل معها محليا، والمرحلة الثانية، التي يمكن أن يحدث فيها اضطراب على مستوى الضغط الدموي أو دقات القلب، وهذه تستدعي النقل المستعجل إلى المستشفيات الجهوية أو الإقليمية، لكي تتم محاصرة السم والتحكم في الوضع الصحي للمصاب.