الدورة الثانية لمهرجان “القصبة تمراكشت”: القصبة عاصمة الفنون الشعبية

تحتضن مدينة مراكش الدورة الثانية ل”مهرجان القصبة تمراكشت”، المنظم بمبادرة من “جمعية الجيل الصاعد القصبوية” إلى غاية 30 يوليوز الجاري، محورها “القصبة عاصمة الفنون الشعبية”.

وتروم هذه التظاهرة، المنظمة بشراكة مع الجماعة الحضرية المشور – القصبة، وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، إبراز المعطيات المتعلقة بتاريخ القصبة المتواجدة بالمدينة العتيقة لمراكش، وما تضمه من مساجد وحدائق ومعمار، والتي تعكس عراقة هذا الفضاء.

وتم في إطار فعاليات هذه التظاهرة، على الخصوص، تنظيم سهرتين موسيقيتين، من إحياء (نادي أصدقاء الموشحات)، برئاسة محمد آيت القاضي، تم خلالها تقديم مجموعة من الأغاني من التراث الأندلسي، ومزيج بين الأندلسي والغرناطي، وقطع موسيقية مغربية مشهورة، إلى جانب كشكول من أغاني المطرب المغربي الكبير عبد الهادي بلخياط، وأغاني أم كلثوم.

وأوضح رئيس (جمعية الجيل الصاعد القصبوية)، مدير “مهرجان القصبة تمراكشت”، عبد الله المعاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “المهرجان يروم نفض الغبار على مجموعة من المعطيات الحضارية والتاريخية المتعلقة بالقصبة، التي اضطلعت بعدة أدوار منذ عصر المرابطين والموحدين والسعديين إلى العلويين”، مسجلا أن “القصبة في ذهن المغربي لا زالت جزءا من عاصمة المملكة، لكونها تعد فضاء للقصور والمساجد والحدائق”.

وذكر السيد المعاوي بأن الدورة الأولى لهذا المهرجان، التي نظمت تحت شعار “القصبة تاريخ وحضارة”، ساهمت في الوقوف على مراحل نشأة القصبة وتطورها عبر العصور، والتي حاول ثلة من الفنانين التشكيليين المشاركين تجسيد حبهم ومعرفتهم بالقصبة، عبر إبداعاتهم ذات الصلة بهذا الموضوع، مبرزا أن الدورة الثانية تتضمن جانبا فنيا يتمثل في الغناء والمسرح، وجانبا ثقافيا يتعلق بتنظيم ندوات لكشف النقاب عن المعطيات التاريخية للقصبة.

من جهتها، أبرزت رئيسة نادي أصدقاء الموشحات، سميرة الجوهري، في تصريح مماثل، أن النادي الذي أنشئ سنة 1998، يضم حاليا 30 فردا من شرائح مختلفة، قاسمهم المشترك حب الموشح والطرب بصفة عامة، موضحة أن المشاركة في هذه التظاهرة، كفرقة تهتم بهذا النوع من الموشحات المتمثل في الطرب الاصيل، “اختيار جيد بالنسبة لهذا المقام وللفضاء التاريخي الذي يحتضنه”.

من جانبه، قال الرئيس الفني لنادي أصدقاء الموشحات، محمد آيت القاضي، إن النادي يهتم بالتراث الموسيقي الأصيل والغناء العربي والمغربي، معربا عن سعادته لتجاوب الجمهور، الذي حج لمتابعة فقرات السهرتين، مع أعضاء هذه الفرقة الموسيقية.وأشار السيد آيت القاضي إلى أن النادي يعمل على إحياء هذا التراث، وإرساء تربية موسيقية كفيلة باستقطاب أكبر عدد من الأشخاص المولعين بهذا الفن خاصة الشباب، ليكتشفوا خبايا فن الموشحات.

ويتضمن برنامج هذه الدورة، معرضا للفن التشكيلي ومظاهر الحضارة المتعلقة بموضوع القصبة عاصمة الفنون الشعبية المغربية، علاوة على جناح للملابس والحلي التقليدية المحتفظ بها عند المرأة القصبوية، وصور العمارة والزخرفة ب”القصبة تمراكشت”، وجناح آخر للصانع التقليدي والمرأة القصبوية في فن الصناعة التقليدية بمساهمة الفنانين بنمشيش السعيد وروحة نزار.