رونار يواصل الصحوى في تجربته مع المنتخبات
جورنال أنفو - مراد العربي
يعتبر الفرنسي هيرفي رونارد من أبرز المدربين الذين مروا من القارة الإفريقية وتركوا بصمات ستبقى راسخة، بل أكدوا صحوتهم بألقاب سجلت في كل مكان زاره الأخير, بقوة الشخصية وبعين ثاقبة وإجتهاد دائم، صانعا لنفسه أسلوبا خاص نجح من خلاله في فك عديد الشفرات المعقدة مع منتخبات عديدة ومختلفة.
بدأت تجربة رونار الدولية مع منتخبات عديدة تسيدتها تجربة زامبيا ذلك المنتخب الضعيف الذي كان صغيرا من حيث الأداء وبسيط من حيث المستوى بل متواضع لدرجة ّأن أغلب الأندية التي كانت تواجهه تفرض هيمنتها عليه, مع مجيئ الثعلب الماكر تغير كل شيء في المنتخب الزامبي ليتحول من منتخب ضعيف ومتواضع إلى بطل أفريقيا والفوز بكأس أمم أفريقيا سنة 2011.
تجربة أولى نجح فيها الرجل بكل المقاييس, حتى إنتقل إلى منتخب واجهه في النهائي الذي فاز فيه وهو المنتخب الإفواري الذي لم يحالفه الحظ في عدد من النهائيات التي خاضها قبل مجيئ رونار ليصبح ليبتسم الحظ مع الفرنسي الذي جاء باللقب سنة 2015, كاتبا التاريخ المزدوج له ولمنتخب الساحل العج.
بيد أن لأمور سارت على نفس المنوال تألق الرجل جعلت من كبار الاندية الأفريقية والأسيوية أن تطلب يد الثعلب, والمنتخب المغربي هو من فاز بخدمات الفرنسي, حل الفرنسي بالمغرب والكل أشاد بتجربة أخرى تنتهي بلقب كسابقيها من التجارب التي نجح فيها التعلب الفرنسي.
عمل هيرفي رونار مع المنتخب المغربي أعطى الأكل وأصبح للمنتخب المغربي صيت ذكرنا بذكريات جميلة إنتهت مع وصول أسود الأطلس إلى نهائي رادس مع بادو الزاكي بتونس والخسارة أمام محتضن الدورة نسور قرطاج.
تأهل إلى كأس أمم أفريقا سنة 2017 والمرور إلى الدور الثاني مكسرين عقدا ضاربين موعد لنسخة القادمة التي سبقتها إقصائيات كأس أمم أفريقيا والتأهل عن جدارة وإستحقاق مع إلى النهائيات والظهور المشرف والخروج برأس مرفوع, والكل أشاد بمستوى المنتخب المغربي والتطور التي شهدته الكرة المغربية مع مجيئ الثعلب الفرنسي.
وصلت عقارب الساعة إلى زمانها المحدد في الصيف الساخن وفي مكانها الذي إحتضن هذا العرس الإفريقي بجمهورية مصر الشقيقة, حيث المنتخب المغربي متسيد مجموعته ومبرزا قوته وهيمنته على أفريقيا, تأهل مستحق إلى الدور الثاني فواجه أسود الاطلس منتخب قيل أنه متواضع عادي ومغمور, ولا احد كان يضن أن البينين ستكون سبب في إعتزال بوصوفة و بن عطية و إستقالة والمدرب الفرنسي هيرفي رونار, ولا أحد ضن أن البينين ستتأهل على يد منتخب بصم على مشاركة قوية.
توقف مشوار أسود بل جيل لم يستفد الجمهور المغربي من خدماته, لكن تجدد مشوار مدرب مجتهد, هيرفي رونار في تجربة جديدة وفي قارة مختلفة الأجواء والعوالم, رحل بل إنتقل من المغرب إلى السعودية, بحقيبته التي جاء بها من الساحل العاج, هي نفسها من وصل بها إلى مدينة الرياض, فنجح الرجل في بناء منتخب سعودي قادر على منافسة كبار القارة وهذا ما تأكد في الإقصائيات المؤهلة إلى البطولة الأسيوية وكأس العالم, وتأكيد الرجل قوته بالتأهل عن جدارة وإستحقاق والفوز على بطل أسيا المنتخب القطري, والتأهل إلى النهائي كأس الخليج.
تكون المحطة الوحيدة في تجربة الثعلب الفرنسي هيرفي رونار رفقة المنتخب المغربي بإعتباره المنتخب الوحيد الذي لم يصل برفقته إلى النهائي, وهنا السؤال أين هو الخلل يا ترى هل في روح المجموعة أم في التسيير الغير معقلان؟ أم الاثنان معان ؟