عبد الهادي بلخياط لـ “جورنال أنفو”: اشتغلت نجارا و”شيفور” قبل الشهرة
بشرى بلعابد
بعد غياب دام لسنوات عن الساحة الإعلامية، خرج الملقب بعملاق الزمن الجميل الفنان عبد الهادي بلخياط ليكشف عبر دردشة أجراها معه موقع “جورنال أنفو” عن المهن التي خاضها قبل ولوجه عالم الفن والشهرة، حيث انتقل من النجارة إلى “شيفور” يعمل لدى مؤسسة عمومية “الشبيبة والرياضية” بالرباط، قبل أن يلتحق بمجال الغناء، وهو المجال الذي غير قدره ليتحول لاحقا إلى أيقونة فنية بعد مسيرة من الكفاح والعطاء.
يتذكر عبد الهادي بلخياط ماضيه حين كان طفلا ينحدر من عائلة بسيطة، مشيرا إلى أن والده كان يعمل نجارا، وهي المهنة التي ورثها عنه في بداية مشوار حياته، حيث اشتغل إلى جانبه نجارا محترفا وعمره لا يناهز 15 سنة.
لم يُكتب لهذا الفتى قبل ذلك أن يكمل تعليمه، إذ بعد تخرجه من المسيد، يحكي أنه التحق بإحدى المؤسسات التعليمية الابتدائية إبان الاستعمار الفرنسي، إلا أنه قرر مغادرتها وهو في سن مبكرة، وذلك لعدم اقتناعه بطبيعة المقررات الدراسية التي قال إنه لم يكن مقتنع بها آنذاك. فقرر مساعدة والده في مجال النجارة، حيث تعلم منه فن “تانجرات”، ليصبح محترفا في هذا المجال وعمره لا يتعدى 15 سنة.
قرر الفنان عبد الهادي بلخياط لاحقا العمل كسائق سيارة خاصة “شيفور” لدى مؤسسة الشبيبة والرياضية بمدينة الرباط عام 1959، مشيرا إلى أن مقرها كان محاذيا للإذاعة الوطنية، حيث كان يتردد عليها كثيرا في محاولة منه لإيصال صوته كشاب موهوب يعشق الفن والغناء .
رغم مغادرته المبكرة لمقاعد الدراسة، إلا أن الفنان عبد الهادي بلخياط قرر استئناف تعليمه الابتدائي تزامنا مع عمله مع الشبيبة والرياضة كسائق لديها، حيث كان يدرس ليلا ويشتغل نهارا، إلى أن تمكن من الحصول على شهادته الابتدائية، مشيرا إلى أنه تتلمذ آنذاك على يد عبد الحفيظ الرفاعي مقدم برنامج ذاكرة المدن الذي كان يعرض على القناة الأولى.
عبد الهادي بلخياط الذي اعتزل الغناء في وقت سابق، عاد مجددا ليستأنف نشاطه الفني لكن هذه المرة في مجال المديح والأغاني الدينية التي تجمع حسبه الأمة على الدين الإسلامي ومبادئه بدلا من الأغاني الفاسدة كما وصفها التي تتضمن الحب و”التخربيق” .
وحول ما إذا كان قد ندم على الأغاني الكلاسيكية التي كان يؤديها، قال بلخياط : ” أغلب الأغاني التي كنت أقدمها، ذات طابع اجتماعي محض، كأغنية يابنت الناس أنا فقير ودراهم يومي معدودة، وهي قصة مستلهمة من واقعنا المجتمعي، وغيرها من الأغاني التي قررت رغم ذلك التنحي عنها تقربا من الله تعالى”.
يُشار إلى أن الفنان عبد الهادي بلخياط من مواليد سنة 1940، بمدينة فاس. يصنف أحد أعمدة الأغنية المغربية، وهو يعتبر إلى جانب الفنان عبد الوهاب الدكالي من أهرامها، إذ تمكنوا من التربع على عرش الأغنية المغربية لمدة تقارب 50 سنة.
كما خاض ثلاث تجارب سينمائية، أولاهما عام 1973 بعنوان «سكوت.. اتجاه ممنوع» والثانية «دنيا غرامي» بلبنان، والثالثة عام 1979 بعنوان «أين تخبئون الشمس» مع مجموعة من الممثلين المصريين.