جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

2023.. جهة الدار البيضاء سطات تدريجيا تحولت لوجهة سياحية في تنام مستمر

جورنال أنفو

تتحول جهة الدار البيضاء-سطات تدريجيا إلى وجهة سياحية رئيسية بامتياز.. ففي سنة 2023، وبالرغم من عدد من التحديات، استطاع القطاع السياحي الذي يتوفر على مؤهلات مهمة بالجهة، أن يفرض نفسه.

 

ونحن على مشارف نهاية السنة الجارية، لا بد من إجراء تقييم لقطاع السياحة في الجهة.. ففي ظل الدينامية التي يشهدها قطاع السياحة وفي ضوء الرهانات الوطنية المرسومة، شهدت هذه الجهة المحورية وتيرة متباينة على مدار العام، مما يكشف عن الملامح المتغيرة لقطاع في تطور مستمر.

 

وبفضل ديناميتها الاقتصادية وتنوعها الثقافي، تتحول جهة الدار البيضاء – سطات إلى وجهة سياحية رئيسية. فإلى جانب تراثها الصناعي، تتفرد العاصمة الاقتصادية أيضا بتراثها التاريخي الغني ومواقعها العريقة. فمختلف مدن الجهة، التي تتميز بطابع معماري فريد، تجذب المولعين بالهندسة المعمارية.

 

كما أن الجهة مليئة بالكنوز الطبيعية.. ذلك أن شواطئها الجميلة الممتدة على طول المحيط الأطلسي توفر مجالا للاسترخاء، حيث تتميز المدن الساحلية مثل المحمدية والجديدة وبوزنيقة بفضاءات مريحة.

 

وينضاف لكل ذلك بروز الجهة باعتبارها فضاء ثقافيا كبيرا، وذلك من خلال مهرجاناتها الفنية وتظاهراتها الثقافية ومتاحفها.

 

وبلغة الأرقام، وحسب معطيات المرصد المغربي للسياحة ( OMT)، فقد بلغت ليالي المبيت بالدار البيضاء 1672983 خلال الفترة الممتدة من يناير إلى أكتوبر 2023، بينما وصل عدد الوافدين إلى المراكز الحدودية بمطار محمد الخامس 1948218 وافدا خلال الفترة نفسها.

 

كما بلغ متوسط نسبة الملء في منشآت الإيواء السياحية المصنفة (EHTC) بالدار البيضاء 43 بالمائة من يناير حتى أكتوبر من سنة 2023 .

 

وحسب رئيس المجلس الجهوي للسياحة بالدار البيضاء – سطات عثمان الشريف العلمي، تشير التقديرات إلى أن عدد ليالي المبيت في الدار البيضاء من يناير إلى نهاية دجنبر 2023 سجلت زيادة بنسبة 14% مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2022.

 

وفي الجديدة، يضيف رئيس المجلس الجهوي للسياحة “تقديراتنا لعدد ليالي المبيت هناك من يناير إلى نهاية شهر دجنبر 2023، تشير إلى تسجيل تراجع بنسبة 14% مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2019 “.

 

وقال السيد العلمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه اعتبارا من عام 2024 سيتم تعزيز الجانب الاستراتيجي السياحي للمؤتمرات والمعارض والترفيه خاصة خلال عطل نهاية الأسبوع، وكذا السياحة القروية والساحلية والرحلات البحرية، مشيرا إلى أن الهدف الطموح المرسوم لهذه الجهة الكبرى يكمن في استقطاب 6 ملايين زائر أجنبي في أفق سنة 2030.

 

ويتجسد هذا التحسن المسجل في قطاع السياحة أيضا في المشاريع الرائدة التي ميزت الجهة خلال عام 2023.

 

وفي هذا السياق، يوضح المجلس الجهوي للسياحة، أنه في مجال البنى التحتية المتعلقة بالترفيه واللقاءات والمؤتمرات والمعارض، جرى تدشين الفضاء الثقافي “Sacré Cœur” في نونبر من سنة 2023، حيث تم تجديده بتكلفة 40 مليون درهم كي يصبح أحد الفضاءات الثقافية المهمة بالنسبة لمدينة الدار البيضاء.

 

وتابع أن مكتب المعارض والمؤتمرات بالدار البيضاء (OFEC) سيتم تحويله إلى مركز للمؤتمرات والمعارض بسعة 2000 مقعد في عام 2025.

 

وتهم المشاريع التي يرتقب افتتاحها أيضا، المسرح الكبير للدار البيضاء الذي يتوفر على قاعة للعرض تتسع لـ 1800 شخصا، بالإضافة إلى قاعة مسرح تتسع لـ 600 شخص.

 

ويتعلق الأمر أيضا بحديقة الحيوانات على مستوى عين السبع بالدار البيضاء على مساحة 13 هكتارا، علاوة على الفضاء الأركيولوجي لمنطقة سيدي عبد الرحمن بعين الذياب على مساحة 5 هكتارات والمخصصة لآثار واكتشافات مواقع ما قبل التاريخ بالدار البيضاء (ميزانية إجمالية تبلغ 40 مليون درهم).

 

وبشأن الاستثمارات الخاصة، تم في 20 دجنبر 2023 تدشين المركب السينمائي الجديد ( Pathé ) الذي يضم 8 قاعات سينمائية بسعة إجمالية تبلغ 1200 مقعدا.

 

وفي سياق متصل، قال السيد العلمي ” إن مهمتنا داخل المجلس الجهوي للسياحة للدار البيضاء – سطات تكمن في العمل على تسويق المناطق وترويج المنتوج السياحي المختلف سواء تعلق الأمر بسياحة الأعمال أو عطل نهاية الأسبوع أو السياحة القروية “، مشيرا في هذا السياق إلى أن 70 في المائة من تراب جهة الدار البيضاء سطات يقع ضمن مجال العالم القروي.

 

وبشأن الآفاق المستقبلية، ذكر السيد العلمي بأن المملكة ستستقبل منافسات كأس الأمم الأفريقية 2025 وكأس العالم عام 2030، مؤكدا في السياق ذاته أن الجهة يرتقب أن تشهد إنجاز مشاريع كبرى من بينها تشييد الملعب الكبير على مستوى بنسليمان، وجميع البنى التحتية للنقل من أجل ربط الدار البيضاء وبنسليمان والمحمدية بمطار محمد الخامس في الدار البيضاء ومطار الرباط سلا.

 

هذه المشاريع وغيرها ستعطي دفعة غير مسبوقة للنشاط السياحي على مستوى جهة الدار البيضاء – سطات وفي المغرب عموما على المدى المتوسط، كما جاء على لسان السيد العلمي.

 

بشكل عام، فإنه من خلال تطويرها باعتبارها وجهة سياحية لها صيت عالمي، تلتزم جهة الدار البيضاء – سطات بتقديم تجربة مهمة تجمع بين العراقة والحداثة.

 

وبناء عليه، فإن مختلف المبادرات المتعلقة بتنمية الأنشطة السياحية تروم تسليط الضوء على الثراء الثقافي وكرم الضيافة الخاص بجهة الدار البيضاء سطات.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.