المغرب يحتل المرتبة الثالثة إفريقيًا في تحويلات الجالية ويعزز دوره الاقتصادي
جورنال أنفو
كشف تقرير حديث للبنك الدولي أن تحويلات مغاربة العالم لعام 2024 ستبلغ حوالي 12 مليار دولار، ما يعادل 120 مليار درهم، مما يضع المملكة في المرتبة الثالثة على المستوى الإفريقي، والمرتبة الـ14 عالميًا بين الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
ووفق التقرير، فإن التحويلات إلى البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل ستصل إلى 685 مليار دولار هذا العام، مسجلة معدل نمو 5.8% مقارنة بـ1.2% في 2023. وأشار البنك إلى أن الحجم الفعلي للتحويلات، بما في ذلك عبر القنوات غير الرسمية، قد يكون أكبر بكثير.
على الصعيد الإفريقي، تصدرت مصر القائمة بتحويلات بلغت 23 مليار دولار، تليها نيجيريا بـ20 مليار دولار، ثم المغرب بـ12 مليار دولار. وتواصل هذه التحويلات دورها كأحد أهم مصادر التدفقات المالية الخارجية، متفوقة على الاستثمار الأجنبي المباشر الذي شهد انخفاضًا بنسبة 41% خلال العقد الماضي، في حين ارتفعت التحويلات بنسبة 57%.
وتشكل تحويلات الجالية المغربية أحد أعمدة النظام البنكي بالمملكة، حيث تمثل نحو 20% من الموارد البنكية، مما يسهم في تعزيز السيولة اللازمة لتمويل المشاريع الاقتصادية وتلبية احتياجات الأسر والمقاولات.
رغم أهمية التحويلات، فإن استثمارها في قطاعات منتجة يواجه تحديات كبيرة. وأشار مرصد العمل الحكومي إلى أن 60% من هذه التحويلات تُخصص لدعم الأسر، و30% للادخار، بينما لا تُستثمر سوى 10% منها. ويعد هذا الرقم ضعيفًا مقارنة بدول إفريقية مثل كينيا (35%) ونيجيريا (45%).
وأوصى البنك الدولي والدراسات المحلية بضرورة تطوير آليات لتحفيز استثمار التحويلات في قطاعات استراتيجية، مثل الصحة والتعليم، وتعزيز الشمول المالي، بهدف خلق فرص عمل مستدامة ودفع عجلة النمو الاقتصادي.
وتظل تحويلات الجالية المغربية قوة دافعة للاقتصاد الوطني، لكنها تحتاج إلى سياسات مبتكرة لتعظيم أثرها الإيجابي وتحقيق قيمة مضافة أعلى، خاصة في ظل النمو المستمر للهجرة العالمية واتساع فجوات الدخل والضغوط المناخية.