جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة

الثقافة البصرية

بقلم الأستاذ الباحث : رشيد بوعبيدي

 

تعتبر الثقافة البصرية كل ما يعرض في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وهذا ما أصبح شائعا في الجيل المعاصر، فقد أصبحت ثقافته بصرية محظة، حيث نادرا ما يلجؤون للقراءة، الأمر الذي ترك فينا طبع الكسل والخمول، وهذا ما استعاذ به رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام “أعوذ بالله من العجز والكسل “فالكسل جاء مقرونا بالعجز،
كما أن القراءة هي جزء مما أمرنا به الله عز وجل، بل وأول ما أمرنا به.

ولعل من أسباب الكسل، الاستغراق في المشاهدات، سواء كانت “انترنت “أوغيرها، اي كل ما يدخل في إطار الصورة، وليس بالضرورة أن تكون الصورة فاجرة او لاأخلاقية، بل وحتى لو كانت متدينة فهي مخربة.

فلا يجب أن ننسى بأننا حضارة نص مكتوب ومقروء، نتكلم هنا عن المستوى “النفسي والبيداغوجي”، ولايحدد ذلك في سن معينة، فالقارئ يساهم في تكوين “صورة ذهنية” مع المؤلف حيث تصنع الصورة لاإراديا، وهنا يشتغل الخيال، ما يساهم في تقوية العبقرية، فالصورة الجاهزة تقتل الخيال، وهو ما يحيلناعلى أهمية الخيال.

فالخيال هو قدرة الفرد على الإدراك الحسي، ما يميزنا كأفراد، حيث أنها قدرة مميزة ومستقلة وذلك سواء كانت المادة الحسية موجودة أم لا، وكمثال على ذلك، الفرد قادر على تخيل أكلة شهية،شكلها وطعمها رغم أنها غير موجودة، حتى يسيل لعابه.

ومن مميزات الخيال انه يظهر في لحظة الضغط والألم الشديد كوسيلة للترويح عن النفس، وبالتالي فهذه الضغوطات تمثل حافزا قويا يثير الخيال ويدفع الفرد للهروب من الحقائق المؤلمة والمحيطة به،والتي تسبب الضغوطات.

وقد يستغرق الشخص في الخيال إلى حد الهذيان والذي يلعب دور المخدر او المسكن، كما يحذث لمن يزورون الفقيه او العراف او أصحاب الرقية او الروحانيين. وبالتالي فالخيال هو قدرة الإنسان على الإدراك الحسي، ما يميزنا كأفراد،حيث أنها قدرة مميزة ومستقلة،ولذلك وجب تأطيرها من خلال النصوص والقراءة، فلا يمكن أن يتكون خيال الطفل،ولا يستطيع التعبير تعبيرا سليما وهو يتلقى صورة جاهزة.

من هنا يتبين أن الصورة انتزعت حقنا في الحياة والتفكير،وهذا حق وجب استرجاعه، فلندخل الحياة إلى بيوتنا من خلال الكتاب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.