جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

المركز الإعلامي المتوسطي يناقش ظاهرة التشهير في الصحافة و ما تخلفه من أثار نفسية و اجتماعية على المشهرين

إيمان الحفيان - طنجة

 

عقد المركز الإعلامي المتوسطي ندوة تحت عنوان التشهير في الصحافة “قتل معنوي ينتظر ردع القانون” أمس الجمعة على الساعة الخامسة و النصف بقاعة الندوات تيكنوبارك بساحة الأمم طنجة.

و تميزت الندوة الإعلامية بمشاركة رجال القانون و رجال الصحافة، و افتتح مدير المركز المتوسطي الندوة عبد الرحيم الزباخ بأن ظاهرة التشهير في الصحافة ليست وليدة اللحظة بل هي من الظواهر القديمة و يتداخل فيها ما هو مهني و ما هو أخلاقي مع ما هو قانوني.

وأشارت الندوة إلى ضرورة محاسبة المشهرين و معاقبتهم لإعادة الجسم الصحفي لمساره الصحيح و لمعالجة الظاهرة قانونيا كانت مداخلة د. عبد السلام بنحدو، العميد السابق لكلية العلوم القانونية و الاجتماعية بطنجة تصب في قانون الصحافة و خاصة بالبنود التي تتعلق بالتشهير، مشيرا إلى النضال الصحفي الذي حققه الصحفيون من خلال العقوبات المالية عوض العقوبات السالبة للحرية، مضيفا أن السياسة الجنائية المالية في صالح الدولة لملئ الخزينة العامة، بخلاف سجن الصحفيين.

من جهته، اعتبر الصحفي رضوان الرمضاني أن انتشار ظاهرة التشهير  راجعة بحسبه إلى طفرة وسائل التواصل الاجتماعي، و التي انفجرت حسبه منذ سنة 2010 و التي كانت أولى عمليات التشهير التي لحقت بالبرلمانيين و ألحقت بهم تهم ثقيلة، و أضاف الرمضاني أن ما يعرفه المشهد الإعلامي اليوم هو نتيجة الخلط بين مفهمومي الحرية الشخصية و حرية التشهير.

و أضاف المتحدث نفسه أن الجمهور المغربي هو جمهور جائع و ينتظر الوجبات الإعلامية على أحر من الجمر و يلتهم بنهم المواد الإعلامية و الفضائح نظرا لرخص الوسائل للوصول للمادة الإعلامية. و ختم حديثه بضرورة قيام المجلس الوطني بتنظيف المشهد الإعلامي من المتطفلين على الميدان و اللامهنيين الذين دنسوا مهنة الصحافة.

و أوضح عصام بن علال عضو برئاسة الودادية الحسنية للقضاة أن القانون يتضمن الحق في حماية خصوصية حياة المواطنين و معاقبة كل من حاول المس بالحياة الخاصة للأفراد من خلال توجيه الشكاية المباشرة كوسيلة رادعة للمشهرين.

و من جهته، تناول الصحفي رشيد البلغيتي الظاهرة من منظور أدبي من خلال رواية “الشرف المفقود” البريطانية، و هي قصة تشهير بأحد أساتذة التاريخ ةو اتهامه يقتل فتاة شابة من بريطانيا، و على الرغم من ما اكتشفته الشرطة بخصوص براءة الأستاذ الذي يملك قصة شعر غريبة و التي كانت السبب في تهمته بالباطل ، و خلص البلغيتي إلى خطورة التشهير و ما يخلفه من آثار نفسية على المشهر به و المجتمع الذي لا يرحمه حتى بعد براءته، بالإضافة إلى إلحاق الدمار الأسري و المهني و المجتمعي الخاص بالضحايا المعرضين للتدخل في حياتهم الشخصية.

و تجدر الإشارة، إلى أن ظاهرة التشهير أصبح لديها بعد عالمي لتندرج في إطار “السبق الصحفي” أو الفضيحة” في غياب حصانة قانونية و تبرئة اجتماعية محضة للمشهر بحياتهم، و التزام الصحفيين بقواعد الصحافة المهنية و الأخلاقية الهادفة لتنوير الرأي العام لمحاربة هذه الظاهرة الفتاكة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.