جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

تحليل فيلم “اللوحة” من منظور الأستاذة الحساني

بقلم: حسناء الحساني

 

لا شك في أن الفن السابع عالم واسع لا متناهي من الإبداع، منفتح على مختلف الفنون الإبداعية وقابل لتعدد القراءات و الرؤى وهذا ما يضفي على العمل السينمائي بشكل خاص رونقا خاصا.

و من المتفق عليه أيضا في الأبجديات الأدبية أن العمل الفني كيفما كان حين يخرج إلى الوجود فإنه يخرج من يد صانعه ليصير ملكا للمتلقي، يفهمه و يؤوله طبقا لحمولاته الفكرية والثقافية و الإيديولوجية و طبقا لمشاعره و أحاسيسه الخاصة ؛ ليمنحه روحا جديدة ربما لم تكن في حسبان حتى صناع العمل نفسه.

ومثلما يمكن للعمل السينمائي أن يكون واضح الفكرة مباشر المعنى، يمكنه كذلك أن يكون مبطنا يحتاج لأكثر من قراءة و ينفتح على أكثر من تأويل.

وكلما كان العمل انسيابيا، زئبقيا كلما تحرر من قيود المعنى الجامد والرسالة الواضحة المباشرة وهذا وبالتحديد ما اعتمده المخرج “ياسين الريحاني” في معالجة قصة فيلمه “اللوحة” من خلال اعتماد الطريقة السوريالية مما أعطى عمله السينمائي هذا البعد.

ومن خلال هذا التحويل لنص قصصي للكاتبة و القاصة “لطيفة لبصير” إلى صورة سينمائية ناطقة فإن المخرج يجيب بطريقة أو بأخرى على التساؤل القديم الجديد “هل يمكن للأدب أن يتحول إلى سينما؟”.

و بالنظر إلى هذا التعاون المشترك بين الكاتبة/ السينارسيت لطيفة لبصير و المخرج ياسين الريحاني الذي نتج عنه عمل سينمائي متكامل الأركان وظف فيه كل من الرسم والرقص والشعر و المسرح ، إضافة إلى توظيف اللون الأحمر بشكل كبير وماله من دلالات ليشكل لوحة سينمائية بديعة. يتبين أن أي نص إبداعي توفرت فيه الشروط يمكنه أن يصلح لأن يتجسد على الشاشة الكبيرة.

بالرجوع إلى قصة الفيلم فقد مثلت “اللوحة” الشغف و الحلم الذي تعلق به بطل العمل حتى أنه لم يعد يرى سواه. الشغف الذي يمكن للإنسان أن يفني حياته كلها سعيا خلفه. وحين يحصل عليه تتشكل العقدة،
هل هذه هي النهاية؟ هل يكمل هذا الإنسان حياته بلا حلم وبدون هدف بعد أن حصل على مبتغاه أم يفتح المجال أمام حلم جديد وشغف آخر؟

هذا ما يحاول فيلم “اللوحة” مناقشته و الإجابة عنه بأسلوب فريد وبطريقة سوريالية تبتعد كليا عن التنميط، تجعل منه عملا يحتاج إلى أكثر من مشاهدة ومع كل مشاهدة يخلق لدى المشاهد متعة جديدة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.