جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

المنبّهي “العربية الدارجة” تعزّز تواصل التلاميذ وتغني رصيدهم المعجمي

جورنال آنفو- عبد الواحد بنديبة

 

قدّم الأستاذ الجامعي محمد المدلاوي المنبّهي مساء أمس الجمعة في الدار البيضاء كتابه “العَرَبِيّةُ الدّارِجَةُ: إملائية ونحو، الأصوات، الصرف، التركيب، المعجم”، المندرج ضمن الدراسات اللسانية الوصفية، لتسليط الضوء على الدارجة المغربية في علاقتها البنيوية بالعربية الفصحى من الناحية التاريخية، والتقائهما التدريجي فيما يُمكن تسميته بـ”العربية الوسطى”.

المنبّهي قال إن العربية الدارجة تُحصّن من الاصطدام الممكن حدوثه بين التواصل داخل الأسرة ونظيره في المدرسة، الذي قد يؤدي لشرخ في استعادة القدرات التواصلية للتلاميذ والأطفال وكفاياتهم في الدارجة، معتبرا في الوقت نفسه، أنّ تمكنهم من العربية الدارجة يساعدهم على الاستئناس قبيل التعليم الابتدائي بكلمات ومصطلحات تغني رصيدهم المعجمي.

كما أوضح، أن الكتاب غير موجه إلى التلميذ بشكل مباشر، لأن هدفه في مرحلة أولى يتمحور حول مساعدة الأستاذ على التحضير بالأقسام الأولية للتعليم، لضمان سلاسة التواصل مع التلميذ الوالج إلى المدرسة للمرة الأولى، من خلال تماهي اللغة المستعملة في المدرسة مع نظيرتها التي يتواصل بها في البيت أو في الحياة اليومية، ليتهييئه ذهنيا ولسانيا لاكتساب العربية الفصحى نفسها وبقية اللغات من دون اضطراب ذهني- لساني”.

وبخصوص وجود دوارج مختلفة في مختلف جهات المملكة، ينظر الأكاديمي المغربي أن مواقع التواصل الاجتماعي خلقت دارجة مشتركة متوافق عليها ومفهومة بين المغاربة، مشيرا إلى أن “الدارجة المغربية تتكون من المعجم الأمازيغي ومعجم اللغة العربية الفصحى وبعض اللغات الأجنبية مثل الإسبانية والفرنسية والبرتغالية أيضا، وهي خليط بين الفصحى والمستجدات في الحق اللغوي المنبثقة من المفردات التي تنبع وتنهل من ميادن شتّى لمختلف مناحي الحاة اليومية”.

وواصل المنبّهي خلال حديثه القول إن الكتاب”العربية الدارجة” المدعم من طرف مؤسسة زاكورة للتربية والتكوين، هو عمل علمي تقني يتضمن في جوهره ومتونه وصفا للعربية بالدارجة المغربية بوضع لائحة للأصوات المستجدة داخل الحقل والمحيط اللغوي المتداول، وهو كذلك توضيح لمكامن الوصل والفصل في الكتابة بالدارجة المغربية، وتعريف بكيفية تكوّنها تاريخيا بشكل تدريجي.

وأدرج الكاتب أيضا في مؤلّفه أهم خاصية تتميّز بها الدارجة، وهي إسقاطها للحركات، بما فيها حركة الإعراب، حيث لم يعد هناك مشكل الفاعل المرفوع والمفعول به المنصوب والمضاف المجرور، أو المبتدأ الذي يتبعه الخبر، بل توجد لغة رتبة حسب تعبيره”، ضاربا المثال بـ “مِسْطَرَة” التي أصبحت تنطق بـ “مْسْطَرَة”، قبل أن تُنطق بـ “مْسْطْرَة”، ثم “مْسْطْرْة” في مرحلة أخيرة. وأكد أن “ما تقترضه الدارجة من أفعال يخضع لنظام منهجي”، مشيرا إلى أن الكثير من المصطلحات المتداولة في المدرسة صارت تستعمل في معجم الدارجة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.