عائشة ساليمان”إنحلال الأخلاق هو نتيجة للاستبداد”
حورنال آنفو
*عائشة ساليمان
يقول عبد الرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الإستبداد وفي فقرة الاستبداد والأخلاق هذا العنوان فقط يدعونا إلى التأمل ومراجعة النفس لنفهم أو بالأحرى نستوعب هل نحن ممن مورس عليهم الإستبداد….. يقول الكواكبي أيتها السيدات والسادة: الإستبداد يتصرف في أكثر الأميال الطبيعية والأخلاق الحسنة فيضعفها أويفسدها أو يمحوها فيجعل الإنسان يكفر بنعم مولاه، لأنه لم يملكها حق الملك ليحمده عليها حق الحمد ويجعله حاقداعلى قومه لأنهم عون لبلاء الإستبداد عليه.
وفاقد لحب وطنه، لأنه غير آمن على الاستقرار فيه ويود لو انتقل منه وضعيف الحب لعائلته لأنه ليس مطمئنا على دوام العلاقة معها، ومختل الثقة في صداقة أحبابه لأنه يعلم منهم أنهم مثله لا يملكون التكافؤ وقد يظطرون لإضرار صديقهم بل وقتله وهم باكون .
أسير الإستبداد لا يملك شيئا ليحرص على حفظه، لأنهم لا يملكون مالا غير معرض للسلب ولا شرفا غير معرض للإهانة ولا يملك الجاهل منه غير آمال مستقبلة ليتبعها ويشقى كما يشقى العاقل في سبيلها.
تلك الفقرة الصغيرة كفيلة جدا بأن تجعلنا محط تساؤلات عظيمة وعميقة، تفجر خبايا مؤلمة كيف لشخص مستبد بفتح الباء أن يعيش متوازنا أن يبني مستقبل أن يحلم أن يتحلى بالثقة ولما الكواكبي ذكر بالظبط بأول الفقرة علاقته مع الله وبرر كفره بنعم مولاه على أنه لم يأخذ حقه كما يجب إذن من طبائع الإستبداد أن يسلب حقك وتصبح مستبدا أخلاقيا وهنا سأذكر حالات إجتماعية أخلاقها فاسدة غالبا نتيجة الإستبداد أتظنون أيها السيدات والسادة أن تلك العاهرة التي تهان كل ليلة وذاك السارق الذي يشوه الوجوه ليسلب من الضعفاء أبخس ما لديهم حقيبة شارع أو هاتف أتظنون أن هذه العاهرة والسارق راضيان كل الرضا على حياتهما أتظنون أنه لم يكن لهم حق يوما حتى أصبحو هكذا أليسو مثلنا لهم حقهم بالصحة والتعليم والسكن من إستبدهم ليجعل منهم رذيلة المجتمع ومهانة المجتمع ولما لا نتساءل عن الحل لمقاومة الإستبداد قبل مقاومة نتائجه….. الإستبداد الأخلاقي هو نتيجة لسلب ونهب حتى لم يتبقى شيئ غير المهانة فأصبحت هي الحل الوحيد لدى الضحية للعيش فهو مهان مهان ولابد أن يخلق مصدر عيش حتى بلا كرامة….مؤلم لكنه واقع.
*عائشة ساليمان فاعلة حقوقية ونشيطة في المجتمع المدني