جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

عائشة ساليمان: ما مصير المشردين الحفاة العراة في شوارعنا في زمن كورونا؟

جورنال أنفو

 

لي من العناوين ما يؤلم وما يوجع القلب ويوقف العقل عن التفكير، نحن اليوم أمام وضع لا يمكن وصفه إلا بالوضع الحرج حتى لو لم نبلغ لذروة الإصابات.
الحكومة حطت الكثير من القرارات الإحترازية ولم أر قرارا واحدا يصف حال شوارعنا ومشرديها أم أنهم انقرضوا مع كورونا المستجد للأسف ما نزال نؤمن بما هو شفهي وإنسانيتنا كشعب غائبة أرى بين ليلة وضحاها الكل يتهافت على ادخار أكبر كمية من الأكل والشرب ومواد التعقيم دون أن يفكر ماهو وضع الغد.

 

صدق الكواكبي حين قال الترقي الحيوي الذي يتدرج فيه الإنسان بفطرته وهمته هو أولا:الترقي في الجسم صحة وتلدذا تانيا:الترقي في القوة بالعلم والمال تالثا:الترقي في النفس بالخصال والمفاخر رابعا:الترقي بالعائلة استثناءا وتعاونا خامسا :الترقي بالعشيرة تناصرا عند الطوارئ سادسا :الترقي بالإنسانية وهذا منتهى الترقي….. تأملوا وقارنوا تصرفاتكم وسلوكياتكم أمام مظاهر الرقي يامن تدعون الرقي كيف لكم أن ترتقوا وأنتم  لم تفكروا في عشيرتكم عند الطوارئ وقال أن منتهى الترقي هو الإنسانية وهذا يتدرج بالفطرة أينكم يامن ولدتم على فطرة الإسلام أم أن ثوب الإسلام يظهر فقط عند الفتوى لفتاة او إمرأة بلباس قصير …. أسفة فعلا فحالنا مؤسف ومؤلم وجياع الإنسانية كثر ألا تعلمون يا أولي الألباب أن هناك من لا يملك قوت يومه إلا بخدمة كل يوم ولا يمكنه توفير(ساشيةشمبوان) إضافية، ألا تعلمون أن وسائل التعقيم هناك العديد ممن لا يستطعون توفيرها وأبناؤنا في الشوارع المشردون من يتحدث عنهم من معيلهم أين حقهم في السكن أم أننا قد نضحي بهم من أجل تطهير الشوارع كحملة نظافة بشرية سببها كوفيد 19 تحت اسم قضاء وقدر أين هي التدابير الإحترازية من وزاراة الأسرة والتضامن أم أن التضامن هو حبر على ورق.
يعود الكواكبي لتنبيهنا :قد أجمع الحكماء على أن أهم ما يجب عمله على الآخذين بين الأمم الذين فيهم نسبة من المروءة وشرارة حمية، الذين يعرفون ماهي وظيفتهم بإزاء الإنسانية متمنين لإخوانهم العافية، أن يسعوا في رفع الضغط على العقول لينطلق سبيلها في النمو فتمزق غيوم الأوهام التي تمطر المخاوف، شأن الطبيب في إعتناءه أولا بقوة جسم المريض، وأن يكون الإرشاد متناسبا مع الغفلة خفة وقوة، كالساهي ينبهه الصوت الخفيف والنائم يحتاج صوت أقوى والغافل يلزمه صياح وزجر.
فالأشخاص من هذا النوع الأخير يقتضي لإيقاضيهم الآن بعد أن ناموا أجيالا طويلة أن يسقيهم النطاسي البارع مرا من الزواجر والقواصر علهم يفيقون، وإلا فهم لا يسفيقوا حتى يأتي القضاء من السماء فتبرق السيوف وترعد المدافع وتمطر البنادق فحينئذ يصحون، لكن صحوة الموت! هنا الكواكبي اختزل حالتنا او بالأحرى حالنا فمنّا النائم والغافل والساهي وأغلبنا ساهون لن نصحو إلا بصحوة الموت.
جفت ضمائركم أم جفت دماء إنسانيتكم، الجمعيات الحقوقية تدافع عن صايتي حريتي وتندد وتهتف ولم أر حتى صحوة منها نحو وضع المشردين في زمن كورونا المستجد لم أٍر سوى اللهفة والجوع وكأن النمل يدخر قوته لفصل الشتاء…. سأختمها هكذا على قدر النعمة تأتي النقمة وعلى قدر الهمم تأتي العزائم .
بين السعادة والشقاء حرب سجال، العاقل من يستفيد من مصيبته والكيّس من يستفيد من مصيبتhgه ومصيبة غيره والحكيم من يبتهج بالمصائب ليقطف منها الفوائد، ماكان في الحياة لذة لو لم يتخللها آلام…. لكم السؤال من الحكيم الذي يبتهج ليستفيد من المصائب ليقطف منها الفوائد…… يقول علي كرم الله وجهه عند تعاقب الشدائد تظهر فضائل الإنسان أين هي فضائلكم يامن تدعون الإسلام؟ ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :كونوا دعاة إلى الله وأنتم صامتون قيل:وكيف ذلك يا عمر قال بأخلاقكم وأخيرا وليس آخرا أين هي أخلاقنا ونبلنا وتكافلنا الاجتماعي وتضامننا وتضحياتنا أفعلا نحن أحسن أمة أخرجت إلى الناس؟ صدق من قال الحمد الله أني عرفت الإسلام قبل المسلمين الصحوة الصحوة الصحوة هي الهدف أفيقو من سباتكم…..
*عائشة ساليمان فاعلة حقوقية ونشيطة في المجتمع المدني
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.