جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

مشهد انتحار الشاب بالفقيه بنصالح.. تلخص الإهمال الحقيقي لإنقاذ روح

بقلم الأستاذة : بشرى بلعابد

 

مازالت صدمة الشاب الثلاثيني الذي انتحر قبل أيام من أعلى سطح منزل أسرته المتواضعة بحي القواسم بمدينة الفقيه بنصالح، عالقة في ذهني لم أستطع تجرع مرارتها.. فكلما أتذكر مشهد الهالك من خلال شريط فيديو اهتز له المغاربة وهو يصر على إلقاء نفسه لأسباب نفسية، إلا وينتابني شعور بالإحباط الشديد اتجاه هذا الشاب الذي لربما لم يجد أذنا صاغية إلى همومه ولا قلبا رحيما ينأى به عن معاناته النفسية التي رمت به إلى جحيم الهلاك.

الذي مازال يحز في نفسي أكثر، هو غياب رجال الوقاية المدنية، رغم أن الهالك يقال إنه ظل واقفا لمدة تزيد عن نصف ساعة، دون أن يكون هناك أي تدخل فعلي لإنقاذه، إليس من المفروض أن تقوم السلطات المعنية بوضع سرير أو أي شئ يحميه حين يقفز من أعلى سطح العمارة؟

لماذا لم يتم التفكير في إنقاذه ولو بإمكانيات بسيطة ” بحال سداري” أو أي شيء يقيه من الاصطدام بالأرض!

لقد أظهر جليا شريط الفيديو، كيف ينظر رجال السلطة المحلية والجيران إلى الشاب وكأنهم ينتظرون سقوطه، دون أن يبادر أحدا منهم بحل مناسب يقيه من الموت، بدلا من “الطليب والرغيب” الذي لم يجدي في النهاية أية نتيجة.

سقط الشاب.. وبدأ الصراخ والعويل وانطوت قصته مع رحيله المؤلم دون محاسبة المسؤولين على عدم التفكير في إنقاذ حياته التي راحت محملة بمآسي لا يعلمها إلا الخالق.

والغريب في الأمر أن انتحار الهالك جاء تزامنا مع حالة انتحار أخرى في نفس اليوم وفي نفس منطقة الفقيه بنصالح حيث سجلت وفاة أخرى لشاب في ريعان شبابه أيضا، علما أن المدينة تعتبر من أكثر المدن التي تشهد حالات الانتحار في صفوف الشباب كما سبق أن اوردته عددا من التقارير الإعلامية.

لا يجب طي صفحة هذا الشاب المسكين الذي فضل الموت على الحياة، بل يجب أن نتخذها عبرة وأن يقوم المجتمع المدني بتنسيق مع السلطات المحلية بإنشاء مراكز استماع للمرضى نفسيا أو من هم في حاجة إلى من يصغي إليهم، فهم دائما يحلمون بمن يمد يده إليهم، على الأقل يخفف عنهم وطأة الحياة ومشاكلها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.